(٤٥٥) هل الإمام (عجّل الله فرجه) لا يملك علم السيما...؟
قال الإمام الصادق (عليه السلام): لو قام قائمنا أعطاه الله علم السيما فيؤخذ بالكافر... إلخ، هذا الحديث يدل بصراحة أن الإمام (عجّل الله فرجه) لا يملك علم السيما أو التوسم قبل قيامه، وهو دلالة واضحة على أن علم الإمام (عجّل الله فرجه) ناقص قبل خروجه، وهذا الأمر مخالف لما عليه عقيدتنا نحن شيعة آل محمد، فالمعصوم عندنا كامل تكوينياً؟
بسم الله الرحمن الرحيم
1) إن الكمال مفهوم مشكك فالأنبياء (عليهم السلام) كلهم معصومون، ولكن القرآن الكريم يصرّح بأنه تعالى فضّل بعضاً على البعض الآخر، ولا مانع من كون الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) معصوماً ولكنه يتكامل، ولذلك ورد أن الأئمة (عليهم السلام) يزدادون في كل ليلة جمعة، ويمكنكم مراجعة كتاب الكافي للشيخ الكليني الجزء الأول باب في أن الأئمة (عليهم السلام) يزدادون في ليلة الجمعة، وباب لولا أن الأئمة يزدادون لنفد ما عندهم.
2) إن العطاء لا يعني أنه فاقد له قبله، فمثلاً القرآن الكريم نزل في ليلة القدر ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: 1] ولكن في نفس الوقت يقول تعالى: ﴿وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾ [طه: 114] فالعلم عنده لكن وقت العمل به هو عند الخروج.
3) إن العطاء في الرواية يعني تفعيل العلم الذي كان عنده، بمعنى إعطاء الرخصة لاستعمال العلم الذي عنده على غرار أنه سيحكم بحكم آل داوود فهو الآن عنده علم ليحكم بآل داوود ولكنه لا يستعمله الآن.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: وسام : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)