ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(٤٩٢) هل من يتوب على يديه (عجّل الله فرجه) يتساوى مع...؟

عند ظهور صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) تتوب جماعة من الناس جراء دعوة الإمام (عجّل الله فرجه) لله تعالى وتبيانه الآيات، فمن المؤكد أنهم سيعبدون الله (عزَّ وجلَّ) حق عبادته وخاصة أنهم آمنوا على يد ولي من أولياء الله وهم يعيشون معه.
فهل أن هؤلاء سيتساوون مع الذين قضوا عمرهم كله بعبادة الله (عزَّ وجلَّ) ويحاولون أن لا يقصروا فيها شيئاً، فهناك فرق بين الطرفين في مدة الإيمان وربما يصبح الذين تابوا على درجة أعلى لكونهم في حضرة الإمام (عجّل الله فرجه) ويرون تعاليمه، فهل سيحاسبون على ماضيهم أم يعتبر أنهم تابوا؟


بسم الله الرحمن الرحيم
عن عمّار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيما أفضل: العبادة في السّر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق ودولته مع الإمام منكم الظاهر؟
فقال: يا عمّار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة أفضل ممّن يعبد الله (عزَّ وجلَّ) ذكره في ظهور الحقّ مع إمام الحقّ الظاهر في دولة الحقّ، وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحق، واعلموا أنّ من صلّى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتر بها من عدوه في وقتها فأتمها، كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة، ومن صلى منكم صلاة فريضة وحده مستتراً بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله (عزَّ وجلَّ) بها له خمساً وعشرين صلاة فريضة وحدانية، ومن صلّى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها، كتب الله له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله (عزَّ وجلَّ) له بها عشرين حسنة، ويضاعف الله (عزَّ وجلَّ) حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودان بالتقية على دينه وإمامه ونفسه وأمسك من لسانه أضعافاً مضاعفة، إن الله (عزَّ وجلَّ) كريم.
قلت: جُعلت فداك قد والله رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالاً من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحقّ ونحن على دين واحد؟
فقال: إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله (عزَّ وجلَّ) وإلى الصلاة والصوم والحج وإلى كل خير وفقه وإلى عبادة الله (عزَّ ذكره) سراً من عدوكم مع إمامكم المستتر، مطيعين له صابرين معه، منتظرين لدولة الحقّ، خائفين على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة تنظرون إلى حقّ إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة، قد منعوكم ذلك واضطروكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف من عدوكم، فبذلك ضاعف الله (عزَّ وجلَّ) لكم الأعمال، فهنيئاً لكم.
قلت: جُعلت فداك فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحقّ ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالاً من أصحاب دولة الحقّ والعدل؟
فقال: سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحق والعدل في البلاد ويجمع الله الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة ولا يعصون الله (عزَّ وجلَّ) في أرضه وتقام حدوده في خلقه ويرد الله الحق إلى أهله فيظهر، حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق، أما والله يا عمّار! لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلاّ كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر وأُحد فأبشروا.
وعن أمية بن عليّ عن رجل قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيهما أفضل نحن أو أصحاب القائم (عليه السلام)؟
قال: فقال لي: أنتم أفضل من أصحاب القائم، وذلك أنكم تمسون وتصبحون خائفين على إمامكم وعلى أنفسكم من أئمّة الجور، إن صليتم فصلاتكم في تقية، وإن صمتم فصيامكم في تقية، وإن حججتم فحجكم في تقية، وإن شهدتم لم تقبل شهادتكم...، وعدّد أشياء من نحو هذا مثل هذه.
فقلت: فما نتمنى القائم (عليه السلام) إذا كان على هذا؟
قال: فقال لي: سبحان الله أما تحب أن يظهر العدل ويأمن السبل وينصف المظلوم.
ومن هاتين الروايتين يتبين أن أصحاب الغيبة والمنتظرين يتميزون بمميزات تجعلهم يحوزون قصب السبق في طريق التكامل، لكن مع الالتفات إلى أن هذا لا يعني أن كل فرد فرد من المنتظرين زمن الغيبة هو أفضل من كل واحد واحد من أصحاب الإمام (عليه السلام) ومن يعيشون في دولته فَرُبَّ منتظرٍ أفضل من واحد منهم، ورُبَّ واحد منهم أفضل من منتظر في غيبته.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠١٥/٠٢/٢٥ : ٤.٥ K : ٠
: عبد الله الموالي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.