(٥٣٤) الموتى المؤمنين سيُسألون عند ظهوره (عجّل الله فرجه)...
هل أن الموتى المؤمنين سيُسألون عند ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بأن الإمام قد ظهر وهل يريدون العودة لنصرة الإمام (عجّل الله فرجه) الهمام؟
وإذا عادوا إلى الدنيا من المؤكد أنهم سيعملون حسنات أكثر لكي تعلو درجاتهم في الجنة، وهل من الممكن أن ينزلوا درجات أدنى في الجنة لأن النفس الأمّارة بالسوء ستبقى، لكن الإمام (عجّل الله فرجه) سيقتل الشيطان؟
وإذا ماتوا مرة أخرى هل سيتعرضون لسكرات الموت مرة ثانية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
عن المفضَّل بن عمر، قال: ذكرنا القائم (عجّل الله فرجه) ومن مات من أصحابنا ينتظره، فقال لنا أبو عبد الله (عليه السلام): إذا قام أُتِى المؤمن في قبره فيقال له: يا هذا! إنَّه قد ظهر صاحبك، فإن تشأ أن تلحق به فالحق، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربِّك فأقم. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص458 و459، ح470]
وفي نفس السياق جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): ...وإنَّ لأهل الحقّ دولة إذا جاءت ولّاها الله لمن يشاء منّا أهل البيت، فمن أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له... . [الغيبة للنعماني: ص201، ب11، ح2]
فقوله (عليه السلام): (خار له) يُراد منه ما أشارت له الرواية السابقة من التخيير بين البقاء أو الرجوع.
من الواضح من خلال روايات الرجعة أن التكليف ثابت زمن الرجعة، بل سيكون التكليف على من سيرجع إلى الدنيا أشد، باعتبار أن الذي رجع إلى الدنيا قد مرّ بأحوال عديدة من موت وبرزخ وإعادة الحياة إلى البدن الميت مما يكشف له أموراً لم يطّلع عليها غيره.
وما دام التكليف ثابتاً، فباب التكامل إذن مفتوح، وقد وردت بعض النصوص الدالة على أن واحدة من غايات الرجعة هي تكامل المؤمنين والمنتظرين للإمام (عجّل الله فرجه) ممن أدركه الموت قبل بلوغه غايته من التكامل، ففي زيارة للإمام المهدي (عجّل الله فرجه): وإن أدركني الموت قبل ظهورك فإني أتوسل بك إلى الله سبحانه أن يصلي على محمد وآله محمد وأن يجعل لي كرة في ظهورك ورجعة في أيامك، لأبلغ من طاعتك مرادي، وأشفي من أعدائك فؤادي. [المزار للمشهدي: ص586]
وهذا المعنى استُفيد من إفاضات سماحة الشيخ السند في كتابه (الرجعة بين الظهور والمعاد).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: حيدر عبد الأمير المظفر : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)