(٧٧٤) هل يعود الإمام الحسين عند ظهور القائم (عليهما السلام)؟
هل يعود الإمام الحسين (عليه السلام) عند ظهور القائم (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
دلت العديد من النصوص على أن الإمام الحسين (عليه السلام) سيكون من الراجعين، وبعضها صرحت برجعة أصحابه الذين استشهدوا معه، ومن تلك النصوص التالي:
النص الأول:
روي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْقَاسِمِ الْبَطَلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) فِي قَوْلِه تَعَالَى: ﴿وقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ﴾ قَالَ قَتْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) وطَعْنُ الْحَسَنِ (عليه السلام) ﴿ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً﴾ قَالَ قَتْلُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام): ﴿فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما﴾ فَإِذَا جَاءَ نَصْرُ دَمِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) ﴿بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ﴾ قَوْمٌ يَبْعَثُهُمُ اللَّه قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ (عليه السلام) فَلَا يَدَعُونَ وَتْراً لآِلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا قَتَلُوه ﴿وكانَ وَعْداً مَفْعُولاً﴾ خُرُوجُ الْقَائِمِ (عليه السلام): ﴿ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾ خُرُوجُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) فِي سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِه عَلَيْهِمُ الْبَيْضُ الْمُذَهَّبُ لِكُلِّ بَيْضَةٍ وَجْهَانِ الْمُؤَدُّونَ إِلَى النَّاسِ أَنَّ هَذَا الْحُسَيْنَ قَدْ خَرَجَ؛ حَتَّى لَا يَشُكَّ الْمُؤْمِنُونَ فِيه وأَنَّه لَيْسَ بِدَجَّالٍ ولَا شَيْطَانٍ والْحُجَّةُ الْقَائِمُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَإِذَا اسْتَقَرَّتِ الْمَعْرِفَةُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّه الْحُسَيْنُ (عليه السلام) جَاءَ الْحُجَّةَ الْمَوْتُ فَيَكُونُ الَّذِي يُغَسِّلُه ويُكَفِّنُه ويُحَنِّطُه ويَلْحَدُه فِي حُفْرَتِه الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (عليه السلام)، ولَا يَلِي الْوَصِيَّ إِلَّا الْوَصِيُّ.[الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص206 و207، ح250]
النص الثاني:
روي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): أنّ الحسين (عليه السلام) قال لأصحابه: أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ، فَوَ اللهِ، إِنّا نَمْكُثُ ما شاءَ الله بَعْدَ ما يَجْري عَلَيْنا، ثُمَّ يُخْرِجُنَا اللهُ وَإِيّاكُمْ حَتّى يَظْهَرَ قائِمُنا، فَيَنْتَقِمُ مِنَ الظّالِمينَ وَأَنَا وَأَنْتُمْ نُشاهِدُهُمْ فِي السَّلاسِلِ وَالأْغْلالِ وَأَنْواعِ الْعَذابِ.
فقيل له: من قائمكم، يا ابن رسول الله؟
قال: السّابِعُ مِنْ وُلْدِ ابْني مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ الْباقِرِ، وَهُوَ الْحُجَّةُ ابْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ ابْني، وَهُوَ الَّذي يَغيبُ مُدَّةً طَويلَةً، ثُمَّ يَظْهرُ وَيَمْلأ الأْرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً. [موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام) - لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (عليه السلام): ص498، ح476]
النص الثالث:
روى القمي في تفسيره أنَّ الله (تعالى) أخبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبشّره بالحسين (عليه السلام) قبل حمله وأنَّ الإمامة تكون في ولده إلى يوم القيامة ثم أخبره بما يُصيبه من القتل والمصيبة في نفسه وولده ثم عوضه بأنْ جعل الإمامة في عقبه وأعلمه أنَّه يُقتل، ثم يرده إلى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداءه ويملكه الأرض وهو قوله (عز من قائل): ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ﴾ [القصص 5]. [تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي: ج2، ص297]
النص الرابع:
عن الإمام الصادق (عليه السلام): أوَّل من تنشقُّ الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن عليٍّ (عليه السلام). [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلّي: ص24]
النص الخامس:
عن الإمام الصادق (عليه السلام): إنَّ أوَّل من يكرُّ في الرجعة الحسين بن عليٍّ (عليه السلام)، ويمكث في الأرض أربعين سنة حتَّى يسقط حاجباه على عينيه. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلّي: ص18]
النص السادس:
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال الحسين بن عليّ (عليهما السلام) لأصحابه قبل أن يقتل: إنَّ رَسُولَ اللهِ قالَ لي: يا بنيّ، إنّك ستساق إلى العراق، وهي أرض قد التقى بها النبيّون وأوصياء النبيّين، وهي أرض تدعى عمورا، وإنّك تستشهد بها، ويستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مسّ الحديد، وتلا: ﴿قُلْنَا يَنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبياء: 69] تكون الحرب عليك وعليهم برداً وسلاماً، فَأَبْشِـرُوا، فَوَ اللهِ، لَئِنْ قَتَلُونا فَإِنّا نَرِدُ عَلى نَبِيِّنا. قال: ثُمَّ أَمْكُثُ ما شاءَ اللهُ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ الأْرْضُ عَنْهُ، فَأَخْرُجُ خَرْجَةً يُوافِقُ ذلِكَ خَرْجَةَ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَقِيامَ قائِمِنا، وَحَياةَ رسوُلِ اللهِ ثُمَّ لَيَنْزِلَنَّ عَلَيَّ وَفْدٌ مِنَ السَّماءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، لَمْ يَنْزِلُوا إِلَى الأَرْضِ قَطُّ، وَلَيَنْزِلَنَّ إِلَيَّ جَبْرَئيلُ وَميكائيلُ وَإِسْرافيلُ، وُجُنُودٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ، وَلَيَنْزِلَنَّ مُحَمَّدٌ وَعَليٌّ وَأَنَا وَأَخي وَجَميعُ مَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ، في حَمُولات مِنْ حَمُولاتِ الرَّبِّ، خَيْلٌ بُلْقٌ مِنْ نُور لَمْ يَرْكَبْها مَخْلُوقٌ، ثُمَّ لَيَهِزَّنَّ مُحمَّدٌ لِواءَهُ وَلَيَدْفَعَنَّهُ إِلى قائِمِنا مَع سَيْفِهِ، ثُمَّ إِنّا نَمْكُثُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ما شاءَ اللهُ... [الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي: ج2، ص 848 و849، ب16، فصل في الرجعة، ح63]
النص السابع:
عَنْ حَرِيزٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام): جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وأَقْرَبَ آجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْكُمْ؟!
فَقَالَ (عليه السلام): إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِيفَةً فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْه أَنْ يَعْمَلَ بِه فِي مُدَّتِه، فَإِذَا انْقَضـَى مَا فِيهَا مِمَّا أُمِرَ بِه عَرَفَ أَنَّ أَجَلَه قَدْ حَضَـرَ، فَأَتَاه النَّبِيُّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يَنْعَى إِلَيْه نَفْسَه، وأَخْبَرَه بِمَا لَه عِنْدَ الله، وأَنَّ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) قَرَأَ صَحِيفَتَه الَّتِي أُعْطِيَهَا وفُسّـِرَ لَه مَا يَأْتِي بِنَعْيٍ وبَقِيَ فِيهَا أَشْيَاءُ لَمْ تُقْضَ، فَخَرَجَ لِلْقِتَالِ، وكَانَتْ تِلْكَ الأُمُورُ الَّتِي بَقِيَتْ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ سَأَلَتِ اللَّه فِي نُصـْرَتِه فَأَذِنَ لَهَا، ومَكَثَتْ تَسْتَعِدُّ لِلْقِتَالِ وتَتَأَهَّبُ لِذَلِكَ، حَتَّى قُتِلَ فَنَزَلَتْ وقَدِ انْقَطَعَتْ مُدَّتُه وقُتِلَ (عليه السلام)، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ أَذِنْتَ لَنَا فِي الِانْحِدَارِ وأَذِنْتَ لَنَا فِي نُصْـرَتِه، فَانْحَدَرْنَا وقَدْ قَبَضْتَه!
فَأَوْحَى الله إِلَيْهِمْ: أَنِ الْزَمُوا قَبْرَه حَتَّى تَرَوْه وقَدْ خَرَجَ [(وحتى تروه وقد خرج) إشارة إلى رجعته في زمان القائم عليه السلام، فَانْصُـرُوه وابْكُوا عَلَيْه وعَلَى مَا فَاتَكُمْ مِنْ نُصْرَتِه، فَإِنَّكُمْ قَدْ خُصِّصْتُمْ بِنُصْـرَتِه وبِالْبُكَاءِ عَلَيْه.
فَبَكَتِ الْمَلَائِكَةُ تَعَزِّياً وحُزْناً عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنْ نُصْرَتِه، فَإِذَا خَرَجَ يَكُونُونَ أَنْصَارَه [الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص283 و284، بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ (عليهم السلام) لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئاً ولَا يَفْعَلُونَ إِلَّا بِعَهْدٍ مِنَ اللَّه (عَزَّ وجَلَّ) وأَمْرٍ مِنْه لَا يَتَجَاوَزُونَه ذيل الحديث رقم (4)]
النص الثامن:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سُئل عن الرجعة أحق هي؟ قال: نعم. فقيل له: من أول من يخرج؟ قال: الحسين (عليه السلام) يخرج على أثر القائم (عجّل الله فرجه). قلت: ومعه الناس كلهم؟ قال (عليه السلام): لا. بل كما ذكر الله تعالى في كتابه ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً﴾ [النبأ (18)] قوم بعد قوم. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي ص 48].
النص التاسع:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) ويقبل الحسين (عليه السلام) في أصحابه الذين قُتلوا معه، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بن عمران (عليه السلام)، فيدفع إليه القائم (عجّل الله فرجه) الخاتم، فيكون الحسين (عليه السلام) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواري به في حفرته. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص 48 و49]
النص العاشر:
في رواية جابر عن أبي جعفر (عليه السلام): ثم يخرج المنتصـر إلى الدنيا فيطلب بدمه ودماء أصحابه [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي ص 49]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: مبشر سالم محمد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)