ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(٧٧٧) كيف ترعى الأغنام مع الذئب في زمنه (عجّل الله فرجه)

في عصر ما بعد الظهور وبعد إصلاح الأرض وانتشار القسط والعدل هنالك روايات تشير إلى أن الأغنام ترعى مع الذئب كيف والحال أن الذئب من طبيعته الافتراس وأكل اللحوم وعلى هذا يلزم الإنسان كذلك أن لا يأكل اللحوم ونحن نرى في الآيات الكريمة التي تشير إلى الجنة وهي التي تكون أكثر عدلاً وأمناً وتعد المؤمنين بأنواع اللحوم ومما يشتهون.


بسم الله الرحمن الرحيم
أشارت بعض الروايات إلى أن من بركات ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) أن الأمور ترجع إلى امرها الأول، فقد روي عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: تأوي إليه أمته كما تأوي النحلة يعسوبها يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول لا يوقظ نائما ولا يهرق دما. [الفتن لنعيم بن حماد: ص222]
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، تذكر بعض الروايات أن مما كانت عليه الحيوانات في الأمر الأول أنها لم تكن مفترسة، فيكون الافتراس أمراً عارضاً على تلك الحيوانات، فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كانت والوحوش والطير والسباع وكل شيء خلق الله عز وجل مختلطاً بعضه ببعض، فلما قتل ابن آدم أخاه نفرت وفزعت فذهب كل شيء إلى شكله. [علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج1، ص4]
فإذا ظهر المولى (عجّل الله فرجه) وارتفع الظلم وأرجعت الحقوق إلى أهلها، أمكن ان ترجع الحيوانات إلى تلك الطبيعة المسالمة.
يُضاف إليه: أن الافتراس إنما هي غريزة خلقها الله تعالى في الحيوانات، فما المانع أن يرفع الله تعالى عنها تلك الغريزة زمن الظهور، تماماً كما حصل في سفينة نوح (عليه السلام)، إذ روي عن وهب بن منبه قال: لما أمر نوح (عليه السلام) أن يحمل من كل زوجين اثنين قال: كيف أصنع بالأسد والبقرة وكيف أصنع بالعناق والذئب وكيف أصنع بالحمام والهر؟ قال [تعالى]: من ألقى بينهما العدواة؟ قال: أنت يا رب. قال [تعالى]: فإني أؤلف بينهم حتى لا يتضارون. [تفسير الدر المنثور للسيوطي: ج3، ص330]
هذا ما يتعلق باصطلاح الحيوانات.
وأما ما يتعلق بأكل اللحوم، فالأمر فيه سهل، إذ يمكن أن يرزق الله تعالى الناس اللحم من دون اضطرارهم إلى ذبح الحيوانات، كما هو المنقول عن أهل الجنة، إذ جاء في مجمع البيان للطبرسي: ج9، ص361: ﴿وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ أي: وبلحم طير مما يتمنون، فإن أهل الجنة إذا اشتهوا لحم الطير، خلق الله سبحانه لهم الطير نضيجاً، حتى لا يحتاج إلى ذبح الطير وإيلامه. قال ابن عباس يخطر على قلبه الطير، فيصير ممثلا بين يديه على ما اشتهى.
بل هو ما حصل لبني إسرائيل كما نقله القرآن الكريم، ففي تفسير علي بن إبراهيم ج1 ص47: قوله ﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى﴾ فان بني إسرائيل لما عبر بهم موسى البحر نزلوا في مفازة فقالوا يا موسى أهلكتنا وقتلتنا وأخرجتنا من العمران إلى مفازة لا ظل ولا شجر ولا ماء وكانت تجئ بالنهار غمامة تظلهم من الشمس وينزل عليهم بالليل المن فيقع على النبات والشجر والحجر فيأكلونه وبالعشي يأتيهم طائر مشوي فيقع على موائدهم فإذا أكلوا وشبعوا طار...
يمكن القول إنه حتى وإن لم نعرف الجواب لكن لو صحت الرواية فلا شك أن الله تعالى بحكمته وقدرته يجعل هذا الامر متوافقاً مع طبيعة الحياة.
لعل مثل تلك الروايات تريد الإشارة إلى عموم الأمن والسلام، أي الكناية لا الحقيقة عن ذلك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠٢٠/١١/٢٦ : ٢.٩ K : ٠
: حسين الحبيب : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.