(٧٩٨) ما الحكمة من رجوع الإمام الحسين (عليه السلام)؟
لا اختلاف أن الرجعة ممكنة، ولكن ما هي الحكمة لرجوع الإمام الحسين (عليه السلام) وقد خرج من الدنيا وهو مقتول مكروب؟
ما الذي يريده الإمام الحسين (عليه السلام) من دنيا قد تخلّت عنه في أصعب الظروف؟
بالإضافة إلى إن الروايات تؤكد أن الأئمة جميعهم (عليهم السلام) ستكون وفاتهم بالقتل بالسم أو السيف أو غيره... فلماذا الإمام الحسين (عليه السلام) عليه أن يعيش تجربة القتل مرتين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
1- إن هذا الأمر غير خاص بالإمام الحسين (عليه السلام)، وإنما هو عام لأهل البيت (عليهم السلام) حسب بعض الروايات، بل جميع الأنبياء والرسل (عليهم السلام) ومن محض الإيمان.
ومن الروايات الدالة على رجعتهم هي ما ورد في الزيارة التي رويت عن الإمام الرضا (عليه السلام)، والتي جاء فيها: (...معترفٌ بكم، مؤمن بإيابكم، مصدِّقٌ برجعتكم، منتظرٌ لأمركم...). [عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق: ص307]
بل أشارت بعض الروايات إلى رجوع أنبياء زمن الظهور المقدس ومنها ما روي عن فيض بن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وتلا هذه الآية ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ﴾ [آل عمران: 81] إلى آخر الآية، قال: لتؤمنن برسول الله ولتنصرن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قلت: ولتنصرن أمير المؤمنين؟ قال: نعم من آدم فهلم جرا، ولا يبعث الله نبياً ولا رسولاً إلّا رُدَّ إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام). [تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج1، ص181، ح76]
2- على أن الحكمة من رجوعه (عليه السلام) يمكن أن تكون هي القصاص من قتلته المباشرين وغيرهم، كما ورد في الرواية أن الإمام الحسين (عليه السلام) ليلة العاشر بشّر أصحابه بأنهم سيرجعون وإيّاه زمن ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)...
فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) رواية عما تكلم به الإمام الحسين (عليه السلام) مع أصحابه ليلة العاشر، فقال فيما قال: ...فأبشروا بالجنة، فو الله إنا نمكث ما شاء الله تعالى بعدما يجري علينا، ثم يخرجنا الله وإياكم حين يظهر قائمنا فينتقم من الظالمين، وإنا وأنتم نشاهدهم في السلاسل والأغلال وأنواع العذاب والنكال. [كتاب مختصر إثبات الرجعة للفضل بن شاذان ح7، وكتاب التقويم المهدوي الصادر عن مركزنا ص12 - 13]
3- أما مسألة القتل، فهذا لأهل البيت (عليهم السلام) كرامة من الله تبارك وتعالى، الذين كان شعارهم (لا نبال بالموت وقع علينا أو وقعنا عليه ما دمنا على الحق)، فليس من الصحيح أن نتساءل عن تجربة الموت مرة ومرتين، خصوصاً وأن أهل البيت (عليهم السلام) يتعاملون مع الموت على أنه انتقال من مرحلة إلى أخرى يأنسون بها، لأنهم ينتقلون إلى الأفضل، ولذلك كان امير المؤمنين (عليه السلام) يقول: فو اللَّه لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بمحالب أمه... [مستدرك نهج البلاغة، الشيخ هادي كاشف الغطاء، ص٨٦]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: محمد الرشيد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)