(٨٥٩) هل كرامات طي الأرض والمشي على الماء خاصة بـ..؟
مسألة طي الأرض، والمشي على الماء، وركوب السحاب وغيرها من كرامات أصحاب الإمام (عجّل الله فرجه)
أولاً: هل هذه الكرامات خاصة بالـ (313) فقط؟
ثانياً: كيف تكون؟ هل بطريق معجزة أو كرامة أو كتابة طلسم مثلاً؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الكرامات وخوارق العادات التي تحصل للأولياء والمؤمنين قد تكون ناتجة عن اعتبارات وأسباب عديدة من قبيل امتلاك الولي حالة إيمانية خاصة، كما هو حال آصف بن برخيا وما استفاضت به الروايات عن امتلاكه حرفاً من الاسم الأعظم وبواسطته جلب عرش بلقيس.
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): كان عند آصف بن برخيا حرف واحد، فتكلم به فخسف الله تعالى ما بينه وبين عرش بلقيس، حتى تناول السرير، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرف النظر. [البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني: ج3، ص667]
وقد تحصل الكرامة لبعض المؤمنين بتسبيب من قبل الإمام المعصوم (عليه السلام) وولايته التكوينية وتأثيره الخاص عليهم كما حصل ذلك حينما سمع الصحابة تسبيح الحصى في كف النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
روى العلامة المجلسي في البحار: ج91، ص248: والاعجاز في تسبيح الحصى في كف النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إنما هو باعتبار إسماع المحجوبين، أو ما رواه صاحب بصائر الدرجات: ص425، عن رؤية جابر الجعفي لملكوت السماوات وعالم الأنوار بتأثير من الإمام الباقر (عليه السلام).
وقد تحصل تلك الخوارق والكرامات على مستوى يراها الجميع ويألفونها كما حصل ذلك في مملكة سليمان (عليه السلام).
ونحن إذا تتبعنا الروايات التي حكت بعض معالم الدولة المهدوية، يمكن أن نلحظ أن بعض هذه الكرامات الحاصلة للمؤمنين إنما تتم بتسبيب من الإمام (عجّل الله فرجه) وولايته التكوينية، فقد روى صاحب دلائل الإمامة: ص241: عن محمد بن فضيل، عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: إذا قام القائم يأمر الله الملائكة بالسلام على المؤمنين، والجلوس معهم في مجالسهم، فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم من بعض الملائكة أن يحمله، فيحمله الملك حتى يأتي القائم، فيقضي حاجته ثم يرده، ومن المؤمنين من يسير في السحاب، ومنهم من يطير مع الملائكة، ومنهم من يمشي مع الملائكة مشياً، ومنهم من يسبق الملائكة، ومنهم من يتحاكم الملائكة إليه، والمؤمن أكرم على الله من الملائكة، ومنهم من يصيره القائم قاضياً بين مائة ألف من الملائكة.
وبعض الكرامات تحصل على غرار ما حصل في مملكة سليمان (عليه السلام) بل بما يفوقها كثرة وزيادة، فعن الإمام الباقر (عليه السلام): إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود وسلطاننا أعظم من سلطانه. [البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني: ج2، ص214]
وهذا الملك الأعظم يمكن أن نلحظه في الدولة المهدوية في عدة روايات وردت في الكتب المعتبرة، من قبيل ما روي عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كأني بأصحاب القائم (عليه السلام) وقد أحاطوا بما بين الخافقين، فليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير، يطلب رضاهم في كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول: مرَّ بي اليوم رجل من أصحاب القائم (عليه السلام). [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ج٢، ص٦٧٣]
وفي كل الأحوال فان هذا الكرامات والخوارق لن تكون حصراً على أصحاب الإمام (عجّل الله فرجه) الثلاثمائة وثلاثة عشر بل تتعدى للكثير من المؤمنين ببركات الإمام (عجّل الله فرجه) وبركات ولايته.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: أحمد الكعبي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)