ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(٩٥٤) هل السفياني يتحرك كدولة أو كشخص وأي صفحة يتحرك بها؟

ذكرت الروايات بعض الصفات البدنية لـ(السفياني عثمان بن عنبسة) كزرقة عينيه، وحمرة بشرته، وكون شعره أشقر، وأبوه من ذرية أبي سفيان، وأمه من ذرية يزيد بن معاوية، ومن الرملة من الوادي اليابس.
هكذا شخص بتلك المواصفات في أغلب الروايات تقول: إنه تسقط بيده الشام الأردن وسوريا ولبنان، ويزحف نحو العراق. وهنا يطرح السؤال نفسه: أي خروج لجيش أو سمها ما شئت يحتاج إلى غطاء دولي أو سياسي، هل السفياني يتحرك كدولة أو كشخص؟ وأي صفه يتحرك بها؟ وهل الدول المذكورة أشباح لا حول ولا قوة لها؟ أم هو تعبير مجازي لدولة ما تحتل هذه الدول وتحت غطاء الشرعية تقاتل الإمام (عجّل الله فرجه) كعدو لها؟
ناهيك عن الإعلام الدولي الذي سيضرب الإمام (عجّل الله فرجه) وأنصاره من جهة.


بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الإشكالية تبتني على فرضية أن الأوضاع العالمية سوف تبقى على ما هي عليه الآن من الاستقرار النسبي أو الثبات الأمني الذي توفره الحكومات القوية.
والحال أن الروايات والأحاديث يرشح عنها صورة قاتمة ومظلمة لما تصل إليه الأمور سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني قبل خروج الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): تُملأ الأرض ظلماً وجوراً، حتى يدخل كل بيت خوف وحزن، يسألون درهمين وجريبين فلا يعطونه، فيكون قتال بقتال ويسار بيسار، حتى يحيط الله بهم في مصره، ثم تملأ الأرض عدلاً وقسطاً. [كنز العمال للمتقي الهندي: ج14، ص586]
والرواية واضحة فيما سيشهده العالم بأسره من التغيّرات الملموسة والملفتة نحو الانحدار على جميع الأصعدة، لتزداد الأمور سوءاً وتعقيداً أكثر فأكثر، فقد روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم. [الطرائف للسيد ابن طاووس: ص177]
روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): لا يقوم القائم إلّا على خوف شديد من الناس، وزلازل، وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد بين الناس، وتشتيت في دينهم، وتغيير في حالهم، حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساء، من عظم ما يرى من كَلَب الناس وأكل بعضهم بعضاً.
فخروجه (عليه السلام) إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجاً. [الغيبة للشيخ النعماني: ص240]
وبطبيعة الحال أن هذه المظاهر التي تحكي عن انتشار الظلم والفساد في جميع الأرض إنما هو نتيجة طبيعية لتراكم الانحرافات التي صنعها الإنسان بيده وبتصرفاته الخاطئة، والتي أدت في نهاية المطاف بالمجتمعات والدول نحو السقوط والهاوية، وكلما حاول أن يصلح أمره ويعيد الأمور إلى نصابها يجد نفسه عاجزاً وقاصراً عن تصويب خطه الآخذ بالانحدار.
وتبدأ حالة تساقط الدول والحكومات وانتشار الفوضى، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في سياق حديثه عن ذلك: وإمارة أول من النهار وقتل وخلع من آخر النهار. [الإمامة والتبصرة لابن بابويه القمي: ص130]
ونتيجة لذلك تنتشر الصراعات والحروب في كل أرجاء العالم وترفع يد العناية الالهية عنهم بما كسبت أيديهم.
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ليخربن العرب كما يخرب البيت الخرب، يصيرون ثللاً يقتل بعضهم بعضاً، لا يبالي الله من غلب. [الأصول الستة عشر: ص100]
فضلاً عن الصراعات والنزاعات التي تحصل بين العرب والعجم من جهة أخرى، فقد روى الفضل بن شاذان عن الإمام الصادق (عليه السلام): ثمّ يقع التدابر في الاختلاف بين أمراء العرب والعجم، فلا يزالون يختلفون إلى أن يصير الأمر إلى رجل من ولد أبي سفيان. [منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر للشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني: ج1، ص50]
وفي ظل هذه الأوضاع من الانقسامات والفتن يبدأ الحلف الشيطاني الذي يقوم به السفياني مع الدول الغربية وهو التسمية المعاصرة لما يصطلح عليه قديماً بـ(الروم) فيدعمونه ويساعدونه بعد أن يتبرأ من الإسلام وأهله، ويطلب منهم العون لكي يقف بوجه الخراساني، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): ثم يبعث السفياني جيوشاً إلى الأطراف، ويسخر كثيراً من البلاد، ويبالغ في القتل والفساد، ويذهب إلى الروم لدفع الملك الخراساني، ويرجع منها منتصراً في عنقه صليب. [مختصر اثبات الرجعة للفضل بن شاذان: ص11]
وبذلك تصبح الصورة لدينا واضحة لمجريات الأمور، وكيف تتجه الأوضاع نحو الانفلات والفتن، ولن تنتهي إلّا بظهور الإمام القائم (عجّل الله فرجه) ليملأها قسطاً وعدلاً.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠٢١/٠٣/٢١ : ٣.٦ K : ٠
: آدم علي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.