ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(٩٦٧) ما المقصود بذي طوى؟

ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): كأني بالقائم على ذي طوى قائماً على رجليه خائفاً يترقب على سنة موسى حتى يأتي المقام فيدعو.
ما المقصود بالحديث الشريف؟ وما المقصود بذي طوى أي منطقة بالتحديد؟ المدينة المنورة أو النجف الأشرف أو غيرها؟


بسم الله الرحمن الرحيم
ذو طوى: موضع بمكة داخل الحرم هو من مكة على نحو من فرسخ ترى بيوت مكة منه [مجمع البحرين الطريحي: ج1، ص279] وذكرت بعض الروايات أنه مكان سكن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في زمان الغيبة الكبرى، فقد روى النعماني عن الإمام الباقر (عليه السلام): يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب، وأومأ بيده إلى ناحية ذي طوى. [الغيبة للشيخ النعماني: ص187]
ويظهر أيضاً من الأخبار أنه الموضع الذي ينتظر الإمام (عجّل الله فرجه) أنصاره الـ(313) فيه، وتصل طليعتهم إلى ذلك الموضع قبل خروجه (عجّل الله فرجه) بيومين، فقد جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول: كم أنتم هاهنا؟ فيقولون: نحو من أربعين رجلاً، فيقول: كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو ناوى بنا الجبال لناويناها معه، ثم يأتيهم من القابلة ويقول: أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة، فيشيرون له إليهم فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ويعدهم الليلة التي تليها. [الغيبة للشيخ النعماني: ص187]
ومن هناك يبعث الإمام (عجّل الله فرجه) أحد أصحابه إلى أهل مكة لإقامة الحجة عليهم فيقتلونه، وهو صاحب النفس الزكية، فقد روى المجلسي عن الإمام الباقر (عليه السلام) في سياق حديثه عن أول حركة الإمام (عجّل الله فرجه): فيدعو رجلاً من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة، فقل: يا أهل مكة أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين، وأنا قد ظلمنا واضطهدنا، وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا، فنحن نستنصركم فانصرونا، فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام، وهي النفس الزكية، فإذا بلغ ذلك الإمام قال لأصحابه: ألا أخبرتكم أن أهل مكة لا يريدوننا، فلا يدعونه حتى يخرج فيهبط من عقبة طوى في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر حتى يأتي المسجد الحرام. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص307]
وقد جاء أيضاً ذكر هذا الموضع (ذو طوى) في فقرات دعاء الندبة (ليت شعري أين استقرت بك النوى بل أي أرض تقلّك أو ثرى أبرضوى أو غيرها أم ذي طوى). [المزار الكبير لمحمد بن جعفر المشهدي: ص581]
ولعل في ذلك الموضع بضميمة الرواية الأولى ما أشير إلى وجود بيت للإمام (عجّل الله فرجه) يسمى بـ(بيت الحمد)، فقد روى الطوسي عن الإمام الباقر (عليه السلام): لصاحب هذا الأمر بيت يقال له: بيت الحمد، فيه سراج يزهر منذ يوم ولد إلى أن يقوم بالسيف. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص467]
وبطبيعة الحال لا يمكن الجزم بمكان محدد للإمام (عجّل الله فرجه) يسكن فيه بشكل دائم ومستمر، لعدم دلالة الروايات على ذلك اضافة إلى منافاته لغيبته (عجّل الله فرجه) وهو الأمر الذي أكدت الروايات على عدم التصريح به، بل حرمة البحث عنه واستقصائه، فقد روى الطوسي عن علي بن صدقة القمي (رحمه الله) قال: خرج إلى محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) ابتداء من غير مسألة ليخبر الذين يسألون عن الاسم: أما السكوت والجنة، وأما الكلام والنار، فإنهم إن وقفوا على الاسم أذاعوه، وإن وقفوا على المكان دلوا عليه. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص364]
وأما ما ورد في دعاء الندبة فلا يدل على مكان محدد لأقامته (عجّل الله فرجه)، بل امكانية تواجده فيه أو في غيره، لا سيما أن الروايات الأخرى تدل على أن الإمام (عجّل الله فرجه) في حركة وارتحال مستمر من مكان لآخر، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام): فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله (عزَّ وجلَّ) يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه، حتى يأذن الله (عزَّ وجلَّ) أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص341]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠٢١/٠٤/١٠ : ٣.٢ K : ٠
: زهرة عبد الله : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.