(٩٨٢) الوحيد من الأئمة الذي ليس في عنقه بيعة لأحد من حكام عصره
ورد أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو الوحيد من الأئمة (عليهم السلام) الذي ليس في عنقه بيعة لأحد من حكام عصره.
وفي جوابكم على هذا الموضوع في جواب السؤال رقم (153) ضمن أجوبة مركزكم ذكرتم النص التالي:
من الواضح لكل من تتبع سيرة أهل البيت (عليهم السلام) أنهم كانت لهم بيعة مكرهة لطاغية زمانهم، طبعاً ليس المقصود من البيعة هنا هي بيعة التبعية والإعانة، وأن يُحسب الإمام (عجّل الله فرجه) من أتباع السلطان، فإن هذا مما لا يمكن تصوره في حق أهل البيت (عليهم السلام)، بل المقصود هو عدم الخروج ضد الطاغية وعدم القيام بالسيف، فهذا المعنى بالإضافة إلى البيعة المكرهة الظاهرية هو المراد من البيعة، فهو معنى مسامحي للبيعة وليس بيعة حقيقية التي تعني التزام وعقد بين المبايِع (بالكسر) والمبايَع (بالفتح) يتضمن الالتزام بالطاعة وعدم الالتواء على أمر المبايَع (بالفتح).
وهذا المعنى المسامحي فضلاً عن الحقيقي غير متحقق في حق الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وهذا هو معنى هذه الرواية.
كيف كان جوابكم هكذا والإمام الحسين (عليه السلام) إمامٌ مفترض الطاعة وقام بالسيف وخرج ضد طاغية عصره! ولم تكن له بيعة مكرهة لطاغية زمانه؟ أي عكس ما أجبتم به في جوابكم الكريم
فيرجى توضيح معنى: هو الوحيد من الأئمة (عليهم السلام) الذي ليس في عنقه بيعة لأحد من حكام عصره.
بسم الله الرحمن الرحيم
حتى بالنسبة للإمام الحسين (عليه السلام) فقد كان في عنقه بيعة لطاغية زمانه وهو معاوية، ولذا لم يخرج عليه بعد شهادة الإمام الحسن (عليه السلام)، وإنما خرج ضد الطاغية يزيد، ولذلك يروي البلاذري في كتابه أنساب الأشراف جواب الإمام الحسين (عليه السلام) لبعض من طالبه من أصحابه بالخروج في زمن معاوية فأجابهم: قد كان صلح وكانت بيعة كنت لها كارهاً، فانتظروا ما دام هذا الرجل حيّا، فإن يهلك نظرنا ونظرتم. فانصرفوا عنه، فلم يكن شيء أحبّ إليهم وإلى الشيعة من هلاك معاوية. [أنساب الاشراف للبلاذري: ج3، ص150]
وهكذا ما رواه ابن قتيبة في الأخبار الطوال عنه (عليه السلام) كجواب لمن طالبه بذلك فقال (عليه السلام): أنا قد بايعنا وعاهدنا، ولا سبيل إلى نقض بيعتنا. [الأخبار الطوال لابن قتيبة: ص220]
ولا يخفى أن التقيد بهذه البيعة من قبله (عليه السلام) وان لم تكن ذات قيمة شرعية، لكونها صدرت بالاضطرار والاكراه، لكنها تفرض على الإمام (عليه السلام) ولو بموازين العرف والمجتمع أن يحافظ على كلمته ولا يتخلف عنها، وإلّا لأشاع الأمويون أن الإمام (عليه السلام) قد غدر ونقض وعده.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: علي مقر : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)