(٩٩٥) هل الهدن الأربع المذكورة في الروايات في وقت الظهور أم قبله؟
ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): بينكم وبين الروم أربع هدن يوم الرابعة على يد رجل من آل هرقل يدوم سبع سنين. فقال له رجل من عبد القيس يقال له (المستورد بن غيلان): يا رسول الله من إمام الناس يومئذ؟ قال: المهدي (عليه السلام) من ولدي.
سؤالي هو:
1) هل هذه الهدن الأربع التي تكون (بين المسلمين والروم) في وقت الظهور أم قبله؟
أم هناك هدن قد تحققت فعلاً وبقت الهدن الأخرى لم تتحقق إلّا في وقت الظهور المبارك.
2) وإذا كانت هذه الهدن ستحدث في عصر الظهور، من يمثل الروم في ذلك الوقت باعتبار أن الروم كانوا امبراطورية قديمة قد انتهت وتفككت إلى دول أوربا الحالية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الذي يتكلم عن أربع هدن بين المسلمين والروم من أحاديث العامة رواه الطبراني في المعجم الكبير [المعجم الكبير للطبراني: ج8، ص101]، وهو ضعيف السند حسب مبانيهم حيث قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني وفيه عنبسة بن أبي صغيرة وهو ضعيف. [مجمع الزوائد للهيثمي: ج2، ص319]، وعلى فرض صدوره فهو يشير إلى أربع هدن الأخيرة منها تقع في زمن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وقد يؤيد ذلك ما روي من طرقنا عن وجود اتفاقية هدنة بين الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وبين الروم يُصار الرجوع إليه حينما يهرب الأمويون كلاجئين إلى الغرب فيطالبهم الإمام (عجّل الله فرجه) بتسليمهم إليه فقد روى الشيخ المجلسي عن الإمام الباقر (عليه السلام): وينهزم قوم كثير من بني أمية حتى يلحقوا بأرض الروم فيطلبوا إلى ملكها أن يدخلوا إليه فيقول لهم الملك: لا ندخلكم حتى تدخلوا في ديننا وتنكحونا وننكحكم وتأكلوا لحم الخنازير، وتشربوا الخمر، وتعلقوا الصلبان في أعناقكم والزنانير في أوساطكم، فيقبلون ذلك فيدخلونهم . فيبعث إليهم القائم (عليه السلام) أن: أخرجوا هؤلاء الذين أدخلتموهم فيقولون: قوم رغبوا في ديننا وزهدوا في دينكم فيقول (عليه السلام): إنكم إن لم تخرجوهم وضعنا السيف فيكم، فيقولون له: هذا كتاب الله بيننا وبينكم، فيقول: قد رضيت به فيخرجون إليه فيقرأ عليهم وإذا في شرطه الذي شرط عليهم أن يدفعوا إليه من دخل إليهم مرتداً عن الإسلام، ولا يرد إليهم من خرج من عندهم راغباً إلى الإسلام فإذا قرأ عليهم الكتاب ورأوا هذا الشرط لازماً لهم أخرجوهم إليه. [البحار للعلامة المجلسي: ج٥١، ص٨۰]
وأما المقصود بالروم في أحاديث آخر الزمان وظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فهم الشعوب الأوربية وامتدادهم في القرون الأخيرة في أمريكا فهؤلاء هم أبناء الروم وورثة أمبراطوريتهم التاريخية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: حبيب النجار : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)