(٩٩٦) ما معنى إن المرأة لا تمشي إلا على النبات في الدولة المهدوية؟
ذكرت الروايات أن المرأة في الدولة المهدوية تمشي بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلّا على النبات، هل يعني أيضاً الرجال وغيرهم لا يمشون إلّا على النبات، وكيف الرواية تقول إلّا على النبات هل الأرض في الدولة المهدوية تكون كلها نبات وزرع ولا تكون الأرض من البلاط الأسفلت، أم الرواية تعني جزء من الأرض زرع ونبات والجزء الآخر اسفلت لأن أكثر بلدان العالم نرى الشوارع اسفلت وجزء من جوانب على رصيف زرع ونبات مزارع وحدائق فيكون منظر جميل ونظيف أم في الدولة المهدوية شيء آخر نرجو التوضيح؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية واردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ولأخرجت الأرض نباتها ولذهب الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلّا على النبات وعلى رأسها زينتها لا يهيجها سبع ولا تخافه. [الخصال للشيخ الصدوق: ص626]
والحديث بعد ذلك كما يقول علماء البلاغة كناية عن التطور والعمران الذي سيكون عليه ذلك العصر، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): فلا يبقى في الأرض خراب إلّا قد عُمِّر. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص331]، ولا يعني عدم وجود شبكة الطرق أو الشوارع التي تسير عليها المركبات أو السيارات بل ستكون طرق المواصلات في زمنه (عجّل الله فرجه) من أفضل ما يمكن أن تصل إليه الحضارة الانسانية حتى لو أعاق مسجدٌ طريق الناس وسبيل حركتهم هدمه لأجل انسيابية سيرهم، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) في سياق حديثه عن بعض معالم الدولة المهدوية: ويوسع الطريق الأعظم فيصير ستين ذراعاً، ويهدم كل مسجد على الطريق ويسد كل كوة إلى الطريق وكل جناح وكنيف وميزاب إلى الطريق. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص475]، وسوف يكون في دولته (عجّل الله فرجه) القوانين الجزائية التي تنظّم حقوق أصحاب المركبات عن غيرهم من المشاة رفعاً للفوضى والتعدّي فيما بين الناس، فقد روى علي بن سويد عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: إذا قام قائمنا (عليه السلام) قال: يا معشر الفرسان سيروا في وسط الطريق، يا معشر الرجال سيروا على جنبي الطريق فأيما فارس أخذ على جنبي الطريق فأصاب رجلاً عيب ألزمناه الديّة، وأيما رجل أخذ في وسط الطريق فأصابه عيب فلا ديّة له. [تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي: ج10، ص314]، ولا يخفى أن التعبير بالفرسان عن أصحاب المركبات والسيارات إنما جاء على نحو الرمزية والكناية، لأن الناس في ذلك الزمان لا يدركون معنى المركبات والسيارات أو يتخيلون أن هناك وسيلة نقل غير الإبل أو الخيل.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: جعفر الفهيد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)