(١٠١٩) أين تقع الدسكرة؟
ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): إذا قام القائم (عليه السلام) ثم لا يلبث إلّا قليلاً حتى تخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة، عشرة آلاف، شعارهم يا عثمان يا عثمان. فيدعو رجلاً من الموالي فيقلده سيفه فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم أحد.
أين تقع الدسكرة؟ بحثت عنها ووجدت البعض يقول قرية من قرى بعقوبة في محافظة ديالى، والآخر يقول في الكوفة وقسم يقول في خراسان، فأيهما الصحيح؟
وما معنى (مارقة الموالي) ورميلة أيضاً ماذا يقصد بها؟ وأي عثمان الذي ينادون به عثمان بن عفان، أم شخص آخر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في الخبر عن الإمام الصادق (عليه السلام): أول خارجة خرجت على موسى بن عمران بمرج دانق وهو بالشام، وخرجت على المسيح بحران، وخرجت على أمير المؤمنين بالنهروان، ويخرج على القائم بالدسكرة دسكرة الملك. [بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: ص356]
والدسكرة هي: القرية والصومعة والأرض المستوية وهناك عدة قرى ومناطق تحمل هذه التسمية، لكن الرواية السابقة حددتها بـ(دسكرة الملك) وقد ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان بقوله: والدسكرة: قرية في طريق خراسان قريبة من شهرابان، وهي دسكرة الملك، كان هرمز بن سابور بن أردشير بن بابك يكثر المقام بها فسميت بذلك. [معجم البلدان للحموي: ج2، ص455]، فتكون من نواحي محافظة ديالى أو توابعها.
وأما توصيف هؤلاء الخارجين بمارقة الموالي فقد يكون إشارة إلى أنهم من غير العرب، فإنها من الأسماء التي أطلقها العرب على غير العرب. [الدر المنثور للسيوطي: ج2، ص150].
وأما من هو عثمان فالأقرب أنه (عثمان بن عنبسة) السفياني، كما ذكر ذلك صاحب كتاب بشارة الاسلام [بشارة الإسلام للكاظمي: ج1، ص157]، ويؤيد ذلك أن الخوارج كانوا يكفرون عثمان بن عفان، وليس في أدبياتهم موالاته أو الاعتقاد به، فمن المستبعد أنهم يقصدونه.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: سيد علي الجابري : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)