ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(١٠٣٨) هل الإمام (عجّل الله فرجه) سوف يعفي عن السفياني؟!

ماذا سيفعل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بالسفياني؟ وهل فعلا سيعفي عنه، كما ورد ذلك ببعض الروايات (معجم أحاديث الإمام المهدي للشيخ الكوراني، ج٣، ص٩٥)، وثم يلحقه الإصحاب بعد طلب الإذن من الإمام (عجّل الله فرجه) ويقتلوه، فإذا كان كذلك ما هي الحكمة من أن يعفي عنه ثم يأخذون الإذن منه ويقبل بقتله؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية التي تشيرون إليها لم تُروَ من طرقنا، بل هي من روايات العامة، وتعاني من ضعف السند فضلاً عن اضطراب متنها ومخالفتها لغيرها من الروايات.
فقد رواها المقدسي الشافعي في عقد الدرر: فيأخذه رجل من الموالي اسمه صباح، فيأتي به إلى المهدي عليه السلام، وهو يصلي العشاء الآخرة، فيبشره فيحفف في الصلاة ويخرج، ويكون السفياني قد جعلت عمامته في عنقه وسحب، فيوقفه بين يديه، فيقول السفياني للمهدي: يا ابن عمي، منّ علي بالحياة اكون سيفاً بين يديك، وأجاهد أعداءك والمهدي جالس بين أصحابه، وهو أحيى من عذراء، فيقول: خلوه، فيقول أصحاب المهدي: يا ابن بنت رسول الله تمن عليه بالحياة، وقد قتل أولاد رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلم]! ما نصبر على ذلك، فيقول: شأنكم وإياه، اصنعوا به ما شئتم. وقد كان خلاه وأفلته. فيلحقه صباح في جماعة، إلى عند السدرة، فيضجعه ويذبحه. [عقد الدرر في أخبار المنتظر المقدسي: ص98]
وفي بعضها نسخها مما رواه صاحب إلزام الناصب: فيقول السفياني: يا بن العم استبقني أكون لك عونا فيقول لأصحابه: ما تقولون فيما يقول فإني آليت على نفسي لا أفعل شيئاً حتى ترضوه، فيقولون: والله ما نرضى حتى تقتله لأنه سفك الدماء التي حرم الله، سفكها وأنت تريد أن تمن عليه بالحياة. [إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب للشيخ علي اليزدي الحائري: ج2، ص179]
وفي الخبر ثغرات لا يمكن القبول بها، من قبيل أن الإمام (عجّل الله فرجه) يحكم في شرع الله تعالى رضا الآخرين، أو سخطهم ويستشيرهم في أفعاله، وهو ما يتفق في نهاية المطاف مع رؤية المخالفين في تحكيم الشورى، وهو ما لا يتفق مع عقيدتنا في عصمة الإمام (عجّل الله فرجه) وعدم حاجته لاستشارة أحد، لما يلهمه الله تعالى من العلم الذي يستغني به عن الآخرين فضلاً عن أن رواياتنا تصرح بأن الذي يقتل السفياني هو نفس الإمام (عجّل الله فرجه)، فقد روى ثقة الإسلام الكليني (رحمه الله) عن المعلى بن خنيس قال: ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير وكتب غير واحد إلى أبي عبد الله (عليه السلام) حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس، بأنا قد قدرنا أن يؤول هذا الأمر إليك فما ترى؟ قال: فضرب بالكتب الأرض ثم قال: أف أف، ما أنا لهؤلاء بإمام، أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني. [الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص331]
نعم قد يظهر من بعض الروايات أن السفياني بعد الخسف الذي يقع في الجيش الذي يرسله إلى المدينة تتولد عنده قناعات بهزيمته واندحاره، فيطلب مبايعة الإمام (عجّل الله فرجه) ومسالمته من غير قتال، ولكنَّها بيعة لا عن اعتقاد قلبي راسخ، وإنَّما عن خوف وجبن، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): إذا بلغ السفياني أن القائم قد توجه إليه من ناحية الكوفة، يتجرد بخيله حتى يلقى القائم فيخرج فيقول: اخرجوا إلى ابن عمي، فيخرج عليه السفياني فيكلمه القائم (عليه السلام) فيجئ السفياني فيبايعه ثم ينصرف إلى أصحابه فيقولون له: ما صنعت؟ فيقول: أسلمت وبايعت فيقولون له: قبح الله رأيك، بين ما أنت خليفة متبوع فصرت تابعاً، فيستقبله فيقاتله، ثم يمسون تلك الليلة، ثم يصبحون للقائم (عليه السلام) بالحرب فيقتتلون يومهم ذلك. ثم إن الله تعالى يمنح القائم وأصحابه أكتافهم فيقتلونهم حتى يفنوهم، حتى أن الرجل يختفي في الشجرة والحجرة، فتقول الشجرة والحجرة: يا مؤمن هذا رجل كافر فاقتله، فيقتله، قال: فتشبع السباع والطيور من لحومهم، فيقيم بها القائم (عليه السلام) ما شاء. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص388]
وفي بعض الروايات جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام) أن الإمام (عجّل الله فرجه) هو الذي يطلب من أصحابه ان يسيروا إلى السفياني ليقيم عليه الحجة، فيسالمه على ذلك ثم ينقلب على بيعته: سيروا إلى هذه الطاغية، فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلّى الله عليه وآله)، فيعطيه السفياني من البيعة سلماً فيقول له كلب: وهم أخواله ما صنعت؟ والله ما نبايعك على هذا أبداً، فيقول: ما أصنع؟ فيقولون: استقبله فيستقبله، ثم يقول له القائم (صلّى الله عليه وآله): خذ حذرك فإنني أديت إليك وأنا مقاتلك، فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله أكتافهم. ويأخذ السفياني أسيرا، فينطلق به ويذبحه بيده. [تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج2، ص60]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠٢١/٠٧/٠٢ : ٢.٢ K : ٠
: محمد صادق : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.