(١٠٥٦) هل الإمام (عجّل الله فرجه) يأسر النساء ويعاملون معاملة العبيد في دولته؟
ذكر البعض من رجال الدين أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إذا حارب في بعض البلدان وأسر البعض هؤلاء نساء يكون حكمهم حكم الإماء والعبيد، فيأخذ المؤمنون بعض هؤلاء النسوة ويشتري منهم فيتمتع معهم فيملكهم والبعض الآخر يعطيهم لأصدقائه ويحلله لأصدقائه لكي يتمتعون مع هؤلاء النسوة بدون عقد؟!
فهل ما ذكره هذا الرجل الدين صحيح؟ ولعله لا يرضى أحد بهذا الكلام، والمخالفون عندما رأوا رجل الدين يقول هذا الكلام قاموا بإهانة الشيعة، مع العلم إنه لا يوجد إماء وعبيد في أغلب الدول إنما الإماء والعبيد كان قديماً.
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس بين أيدينا رواية واحدة يمكن أن تشكل دليلاً موثوقاً يصلح الاعتماد عليها للقول بأن الإمام (عجّل الله فرجه) يسبي النساء في معاركه وحروبه مع الظالمين، وما روي في هذا الشأن إنما روته بعض مصادر العامة وهي ضعيفة السند على كل حال.
وقد يُستظهر من بعض رواياتنا أن ظاهرة الاسترقاق تعود ثانية في آخر الزمان، وأن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يقوم بالقضاء عليها وتحرير جميع العبيد من المسلمين أو غيرهم على حد سواء، فقد روى العياشي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في سياق حديثه عن ولده الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها، فلا يترك عبداً مسلماً إلّا اشتراه وأعتقه، ولا غارماً إلّا قضى دينه، ولا مظلمة لأحد من الناس إلّا ردها. [تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج1، ص66]
وروى المجلسي أيضاً عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله: لا تكون حرب سالمة حتى يبعث قائمنا ثلاثة أراكيب في الأرض، ركبٌ يعتقون مماليك أهل الذمة. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٣١، ص٣٠٩]
ومع ملاحظة هذين الأمرين، اعني عدم وجود دليل ينهض للركون إليه فضلاً عن وجود ما يعارضه يصبح اسناد ما ذكرتموه في سؤالكم ونسبته للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من التقول عليه بالباطل.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: جعفر الفهيد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)