ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(١٠٥٩) أين تصرف موارد الزكاة إذا لا يجد المزكي موضعاً لدفع زكاته؟

ورد أن الغنى والثراء في دولة الإمام (عجّل الله فرجه) يكون بدرجة بحيث لا يجد المزكي موضعاً لدفع زكاته.
هنا يتبادر إلى أذهاننا سؤال: إذن أين تصرف موارد الزكاة أو زكاة الفطرة أو غيرها من الصدقات إذا لم يوجد هنالك مستحقون؟


بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر من الروايات والأحاديث أن الزكاة في زمن الظهور إنما يجب على المؤمنين إخراجها للإمام (عجّل الله فرجه)، وهو المكلف والأعلم بصرفها في مواردها أو استثمارها في بناء اقتصاد المجتمع الاسلامي لمعالجة مشكلة الفقر والعوز وغير ذلك، فقد روى جابر قال: أقبل رجل إلى أبى جعفر (عليه السلام) وأنا حاضر، فقال: رحمك الله اقبض هذه الخمسمائة درهم فضعها في موضعها فإنها زكاة مالي. فقال له أبو جعفر (عليه السلام): بل خذها أنت فضعها في جيرانك والأيتام والمساكين، وفي اخوانك من المسلمين، إنما يكون هذا إذا قام قائمنا فإنه يقسم بالسوية ويعدل في خلق الرحمان، البر منهم والفاجر، وتجمع إليه أموال الدنيا كلها ما في بطن الأرض وظهرها، فيقول للناس تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء وركبتم فيه محارم الله، فيعطي شيئاً لم يعط أحداً كان قبله. [علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج1، ص161]
كما أن موارد صرف الزكاة لا تقتصر على وجود الفقراء والمساكين، بل هناك ثمانية موارد تشكل مواضع يصح انفاقها فيها، فقد جاء في المسائل المنتخبة لسماحة السيد السيستاني (حفظه الله) في سياق تحديد موارد صرف الزكاة ثمانية موارد ومنها (الفقراء والمساكين والعاملون عليها والمؤلفة قلوبهم وتحرير العبيد والغارمون وابن السبيل وفي سبيل الله) [المسائل المنتخبة للسيد السيستاني: ص229]، وعنوان (سبيل الله) كما يوضحه سماحة السيد هو عنوان عام يشمل جميع أعمال الخير والبر مما يرتبط بمصالح الإسلام والمسلمين، كتعبيد الطرق وبناء الجسور والمستشفيات وملاجئ للفقراء والمساجد والمدارس الدينية ونشر الكتب الإسلامية المفيدة وغير ذلك مما يحتاج إليه المسلمون.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠٢١/٠٧/٠٢ : ٢.٥ K : ٠
: حبيب النجار : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.