(١٠٩٢) هل السفر عبر الزمن متاح في الدولة المهدوية؟
هل في الدولة المهدوية يمكن للمؤمن أن يرجع للعوالم القديمة، أي إذا أراد المؤمن أن يرى ماذا حدث في أعوام سابقة في جميع دول العالم، فهل ممكن أن يرى مساكنهم وبيوتهم والأشخاص؟ مثل ما نسمع السفر عبر الزمن هل يكون ذلك متاحاً في الدولة المهدوية؟
بسم الله الرحم الرحيم
السفر إلى الزمن الماضي هو من افتراضات الخيال العلمي لا الواقع الحقيقي، وكل ما يُقال في هذا الشأن لا يعدو الأماني والأحلام، وقد جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام): عباد الله إن الدهر يجري بالباقين كجريه بالماضين، لا يعود ما قد ولى منه، ولا يبقى سرمداً ما فيه. [نهج البلاغة، خطبة 157، ص221]، نعم الاطلاع والتعرف على أحوال الماضين لا مانع منه، فإن كل ذلك من مصاديق المعرفة والعلم، وإنما الإحاطة به فرع الارتقاء الذي يحصل للإنسان على مستوى الإدراك والفهم وهو ما أشارت إليه الروايات التي تحدثت عن معالم عصر الظهور المقدس، فقد جاء عن أبان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العلم سبعة وعشرون حرفاً، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم إليها الحرفين، حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص117]
وهذه المعرفة إذا توفرت عند الإنسان يمكن أن تجعله على بصيرة تختزن كل أحداث الماضي وآثاره فيعود كأنه عاش جميع تفاصيلها، وكما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه الإمام الحسن (عليه السلام): أي بني إني وإن لم أكن عمَّرت عمر من كان قبلي، فقد نظرت في أعمالهم، وفكرت في أخبارهم، وسرت في آثارهم حتى عدت كأحدهم، بل كأني بما انتهى إليَّ من أمورهم قد عمَّرت مع أولهم إلى آخرهم، فعرفت صفو ذلك من كدره، ونفعه من ضرره. [نهج البلاغة: ص391]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: جعفر الفهيد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)