ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(١٠٩٩) هل تنتفي مسألة العلاج والدكتور والمستشفى في زمن الظهور؟

ترتفع في ظهوره (عجّل الله فرجه) كلّ علّة ومرض في المؤمنين والمؤمنات، فلا يبقى منهم أحد مريضاً في كل العالم.
هل يفهم من هذا الكلام أن في حكومة الإمام (عجّل الله فرجه) لا يوجد أي مرض كما هو واضح من النصوص في الروايات الشريفة، فإذا كان كذلك فهل تنتفي مسألة العلاج! والدكتور! والمستشفى! وغيرها من الأمور المتعلقة بالأمراض والعلاجات والخ؟


بسم الله الرحمن الرحيم
وردت عدت روايات وأخبار في هذا المعنى، فقد روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) في ما حدَّثه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن أخبار آخر الزمان، قال: ولا يبقى رجل من شيعتنا إلّا أنزل الله إليه ملكاً يمسح عن وجهه التراب ويعرفه أزواجه ومنازله في الجنة، ولا يبقى على وجه الأرض أعمى ولا مقعد ولا مبتلى إلّا كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص37]
وروي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة، وردَّ إليه قوته. [الغيبة للشيخ النعماني: ص332]
وروي كذلك عنه (عليه السلام): إذا قام قائمنا أذهب الله (عزَّ وجل) عن شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد، وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلاً ويكونون حكام الأرض وسنامها. [الخصال للشيخ الصدوق: ص541]
وروي عن الإمام الباقر (عليه السلام): من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برأ، ومن ذي ضعف قوي. [الخرائج والجرائح للراوندي: ج2، ص839]
وأغلب هذه الروايات كما هو واضح تتحدث عن المؤمنين وشيعة أهل البيت (عليهم السلام) بالخصوص دون غيرهم، ولذا يمكن فهمها في سياق الكرامة الإلهية لهذه الفئة بالذات لما عانت من الجور والظلم لفترات طويلة وابتليت بشتى أنواع البلاء وصبرت وتحملت في طريق الولاء الكثير من العنت والمشقة، فيكون الأمر أشبه بالتعويض والمكافأة، وقد يؤيد هذا التخصيص ما روي عن عبد الملك بن أعين، قال: قمت من عند أبي جعفر (عليه السلام) فاعتمدت على يدي فبكيت وقلت: كنت أرجو أن أدرك هذا الأمر وبي قوة. فقال (عليه السلام): ... إنه لو كان ذلك أعطي الرجل منكم قوة أربعين رجلاً، وجعلت قلوبكم كزبر الحديد، وكنتم قوام الأرض وخزانها. [الخرائج والجرائح للراوندي: ج2، ص839]
وكذلك ما روي عن عبد الحميد الواسطي: فنحن يومئذٍ والناس فيه سواء؟ قال: لا، أنتم يومئذٍ سنام الأرض وحكامها، لا يسعنا في ديننا إلّا ذلك. [الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص81]
وبناءً على هذا الفهم، يمكن القول إنّ هذه الأمراض قد توجد لدى بقيَّة الناس، وإنما تذهب عن الشيعة فقط من أنصار الإمام وأعوانه (عجّل الله فرجه)، كما يمكن حمل تلك الروايات على المعنى الكنائي الذي يوحي بتقدم علم الطب وتطوره كبقية العلوم الأخرى في زمان ظهوره (عجّل الله فرجه)، فلا تكون الرواية بصدد نفي وجود الأمراض والأسقام وإنما بصدد الحديث عن توفر العلاجات المناسبة للأمراض وتطور آليات الشفاء والعناية بالمرضى والذي يؤدي بدوره إلى ذهاب تلك الأمراض وزوالها عن الناس وعدم مزامنتها وملازمتها لهم، لاسيما إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن تلك الأمراض والشرور إنما هي نتاج الفساد والانحراف البشري والذي أثر على الإنسان بشكل خاص والبيئة الحياتية بشكل عام، يقول تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾، ولا يخفى أن زوال تلك الأسباب الموجبة لن يحصل في ليلة وضحاها بل تمضي طبيعة الأشياء بشكل تدريجي نحو التكامل والارتقاء سواء في بُعدها المادي أو المعنوي ببركة ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) لينسجم الناس في نهاية المطاف مع أهداف الدولة المهدوية ومشروعها السماوي.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠٢١/٠٨/٣١ : ٢.٩ K : ٠
: مرتضى علي الكاظمي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.