(١١٤٦) كيف يُسفِك الإمام (عجّل الله فرجه) الدماء في مسجد الكوفة؟
ورد في بحار الأنوار أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتى يجثو على ركبتيه فيقول: يا ويلاه مِن هذا اليوم، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك يوم الوقت المعلوم.
سؤالي هو: كيف الإمام (عجّل الله فرجه) يُسفِك الدماء وإن كانت لإبليس في مسجد من المساجد الحُرم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية نقلها صاحب البحار عن كتاب الأنوار المضيئة للسيد علي بن عبد الحميد بإسناده إلى أحمد بن محمد الأيادي يرفعه إلى إسحاق بن عمار، قال: سألته عن إنظار الله تعالى إبليس وقتاً معلوماً ذكره في كتابه، فقال: ﴿فَإِنَّكَ مِنَ المُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ﴾ قال: الوقت المعلوم يوم قيام القائم، فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتى يجثو على ركبتيه، فيقول، يا ويلاه من هذا اليوم، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك: (يوم الوقت المعلوم) منتهى أجله. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص376]
وعلى فرض صحتها فلا معنى للاستشكال فيها، فإن الأحكام الشرعية إنما تؤخذ من قول المعصوم وفعله بعد أن كان هو (عجّل الله فرجه) المبينُ للدين والمطبق له، على أن بعض الفقهاء عللوا كراهية إقامة الحدود في المساجد لاحتمالية تنجسها بالدم أو غيره من النجاسات، وهو أمر لا نتصوره في حالة قتل إبليس (لعنه الله)، أو أن إقامة الحد عليه سيكون مدعاة لتنجس المسجد بدمه لاختلاف طبيعة خلقته النارية عن الإنسان وبشريته الطينية، مضافاً إلى ما ذكره الشيخ المفيد في كتابه المقنعة في ذكر استثناء من يُقام عليه الحد في الحرم فقد ذكر هناك (رحمه الله): ولا تقام الحدود في الحرم إلّا على من انتهك حرماته بفعل ما يوجب عليه الحد فيه. [المقنعة للشيخ المفيد: ص782]
ولا يوجد أحد انتهك الحرمات والمقدسات أكثر من إبليس وشياطينه، ولا يخفى أن كل الجواب المتقدم مبني على افتراض أن الإمام (عجّل الله فرجه) يقيم الحد عليه في داخل المسجد وهو غير مقطوع به من ألفاظ الخبر السابق، فلعله (عجّل الله فرجه) يقبض عليه في داخل المسجد ويقتله خارجه.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: عبد الحسين : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)