ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(١١٥٠) كيف يقوم الإمام (عجّل الله فرجه) بأعماله قبل الدعوة العلنية؟

إذا ظهر الإمام (عجّل الله فرجه) في المدينة المنورة وقبل توجهه إلى مكة المكرمة سوف يقوم بعدة أعمال في المدينة المنورة، كردِّ مسجد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى أساسه الأول وإرجاع فدك وغيرها.
فكيف سوف يقوم بهذه الأمور وهو لم يعلن الدعوة العلنية في مكة المكرمة؟
وإذا قلنا: كلا يظهر في المدينة ويتوجه إلى مكة وبعدها يعود إلى المدينة ليعمل هذه الأعمال، فيرد هنا سؤالان أيضاً:
الأول: ماذا يفعل (عجّل الله فرجه) في المدة التي يبقى فيها في المدينة قبل ذهابه (عجّل الله فرجه) إلى مكة؟ وكم هي المدة؟
الثاني: عندما يقوم بأعماله في المدينة المنورة هل يتركها إلى من ينوب عنه ويأتي إلى تحرير بقية البلاد كالعراق وغيرها، لأنه على سبيل المثال رد مسجد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وغيرها، أمور بناء تحتاج إلى وقت، وليس من المنطقي أن يترك (عجّل الله فرجه) تحرير بقية الأرض من الظلم ويستقر في المدينة إلى أن تنتهي الأعمال، فهل يقوم بإنابة أحد عنه ويتركه ويذهب إلى بلد آخر؟ أم ماذا بالضبط؟


بسم الله الرحمن الرحيم
ليس هناك ما يؤشر إلى أن الإصلاحات التي يقوم بها الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في المدينة المنورة يبتدئ بها في أول ظهوره في المدينة، بل مقتضى طبيعة الأشياء والظروف أن كل ذلك إنما يحصل في مرحلة لاحقة ومتأخرة لا سيما إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن ظهوره الأولي في المدينة يكون ظهوراً جزئياً وليس لجميع الناس، ولم تتوفر عنده بعدُ الأنصار الذين يمكن أن يعتمد عليهم في إجراء التغييرات الإصلاحية التي سوف تشكل معالم الدولة المهدوية، وعليه فلا مناص من افتراض حصول ذلك بعد استتباب الأمور له (عجّل الله فرجه) واستقرار أوضاعها، وحتماً لن يكون ذلك إلّا بعد قدومه إليها من مكة على أقل التقادير.
وأمّا بالنسبة لسؤالكم عن المدة التي يمكن أن يقضيها في المدينة قبل توجهه إلى مكة، فليس هناك في الروايات ما يحدد هذه الفترة الزمنية ويقيّدها في نطاق معين، ولكن يمكن القول بناءً على الروايات التي دلت على أن تكذيب مدعي الرؤية، ينتهي بعد خروج السفياني والنداء السماوي، والذي يحصل في صبيحة ليلة القدر، وحينها يمكن القول: إن ظهوره الأوَّلي (عجّل الله فرجه) يبتدئ بعد تلك الليلة، وحينما يتناهى للسفياني الأخبار عن تواجد الإمام (عجّل الله فرجه) في المدينة، يبعث جيشه لاستباحتها والقضاء على كل ما يرتبط بآل محمد (صلوات الله عليهم،) فقد روى جابر الجعفي عن الإمام الباقر (عليه السلام) في سياق حديثه عن جرائم السفياني قوله: ويبعث بعثاً إلى المدينة، فيقتل بها رجلاً، ويهرب المهدي والمنصور منها، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم، لا يترك منهم أحد إلّا حبس، ويخرج الجيش في طلب الرجلين، ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفاً يترقب، حتى يقدم مكة و تقبل [يقبل] الجيش، حتى إذا نزلوا البيداء وهو جيش الهملات خسف بهم فلا يفلت منهم إلّا مخبر. [تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج1، ص64]
وفي هذه الفترة يكون الإمام (عجّل الله فرجه) في مكة ولا يخرج منها إلى المدينة حتى تكتمل حلقة أنصاره وشيعته، كما جاء في رواية الإمام الصادق (عليه السلام): ويقيم بمكة حتّى يتم أصحابه عشرة آلاف نفس، ثمّ يسير منها إلى المدينة. [الإرشاد للشيخ المفيد: ج2، ص383]
ثم تذكر الروايات أن الإمام (عجّل الله فرجه) يمكث في المدينة من دون تحديد تلك الفترة الزمنية، فقد روى المجلسي عن الإمام الباقر (عليه السلام): يخرج إلى المدينة فيقيم بها ما شاء، ثم يخرج إلى الكوفة ويستعمل عليها رجلاً من أصحابه، فإذا نزل الشفرة جاءهم كتاب السفياني إن لم تقتلوه لأقتلن مقاتليكم ولأسبين ذراريكم، فيقبلون على عامله فيقتلونه، فيأتيه الخبر فيرجع إليهم فيقتلهم ويقتل قريشاً حتى لا يبقى منهم إلّا أَكلة كبش ثم يخرج إلى الكوفة ويستعمل رجلاً من أصحابه. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص308]
ويتضح من نفس هذه الرواية أن الإمام (عجّل الله فرجه) يستخلف أحد أصحابه أميراً على المدينة، ثم يتوجه إلى العراق، وكما هو واضح لم تحدد الأخبار الفترة التي يقوم بها الإمام (عجّل الله فرجه) بإصلاحاته في المدينة، هل هي في الفترة التي يقضيها بنفسه (عجّل الله فرجه) في المدينة أو يكلها على من استخلفه هناك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠٢١/١١/٢٠ : ٢.٨ K : ٠
: حيدر محمد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.