(١٢٠٧) هل بنو أمية الذين ذكرهم الإمام الحسين (عليه السلام) في خطبته موجودون الآن؟
في حديث الإمام الحسين (عليه السلام) مخاطباً بني أمية: أما والله لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله مني رجلاً يقتل منكم ألفاً ومع الألف ألفاً ومع الألف ألفاً.
الكلام قاله الإمام الحسين (عليه السلام) سنة 61 للهجرة، وبعد أكثر من ألف سنة في زماننا الآن هل يوجد بنو أمية؟! أم أنه تعبير مجازي عن كل مخالف لأهل البيت (عليهم السلام)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لا مانع يمنع من بقاء نسل بني أمية إلى عصر الظهور ويكون هؤلاء على نهج آبائهم من الفساد والانحراف أو على الرضى بأفعال أسلافهم، وقد ورد في الأخبار ما يشير لذلك، وقد روى الصدوق في علل الشرائع عن الهروي، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله، ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها؟ فقال (عليه السلام): هو كذلك، فقلت: وقول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾ ما معناه؟ قال: صدق الله في جميع أقواله، ولكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه، ولو أن رجلاً قُتِل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب، لكان الراضي عند الله (عزَّ وجلَّ) شريك القاتل، وإنما يقتلهم القائم (عليه السلام) إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم. [علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج1، ص229]
على أن الانتماء والانتساب لهذه الشجرة الملعونة في المفهوم الإسلامي هو أمر عابر للانتماء والانتساب القَبَلي والعشائري، فقد يكون مَن هو منهم نسباً خارجاً عنهم وليس فيهم، والعكس صحيح، فعن أبي حمزة قال: دخل سعد بن عبد الملك - وكان أبو جعفر (عليه السلام) يسميه سعد الخير وهو من ولد عبد العزيز بن مروان - على أبي جعفر (عليه السلام)، فبينا ينشج كما تنشج النساء، قال: فقال له أبو جعفر (عليه السلام): ما يبكيك يا سعد؟ قال: وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن، فقال له: لستَ منهم، أنت أموي منا أهل البيت، أما سمعت قول الله (عزَّ وجلَّ) يحكي عن إبراهيم (عليه السلام) ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي﴾. [الاختصاص للشيخ المفيد: ص85]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: عابدين : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)