ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(١٢٣٩) من هو خليفة القائم (عجّل الله فرجه) الذي ذُكر في الروايات؟

ورد الحديث الشريف عن الإمام علي (عليه السلام): ... وليبنين بالحيرة مسجداً له خمسمائة باب، يصلّي فيه خليفة القائم (عليه السلام) لأن مسجد الكوفة ليضيق عليهم، وليصلين فيه اثنا عشر إماماً عدلاً...
ممكن شرح للحديث الشريف، هل الحيرة المقصود بها التي بجانب النجف الأشرف؟
ومن هو خليفة القائم الذي يصلّي في مسجد الكوفة؟
وهل الاثنا عشر إماماً هم أهل البيت (عليهم السلام)؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث المروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يستشرف حال الكوفة في عصر الظهور المقدس واكتظاظها بالمؤمنين من كل البلدان، حتى تزدحم بهم أرضها ولا تعود تكفي لاستيعاب الأعداد الهائلة منهم فتتسع أطرافها وتمتد حتى تتجاوز حدودها المعروفة، فقد روى الطوسي عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا دخل القائم الكوفة لم يبق مؤمن إلّا وهو بها أو يجيء إليها. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص455]، وفي نفس هذا السياق يمكن أن نفهم الحديث السابق الذي رواه حبة العرني عن أمير المؤمنين (عليه السلام) والذي نصه: خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحيرة فقال: لتصلن هذه بهذه - وأومأ بيده إلى الكوفة والحيرة - حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير، وليبنين بالحيرة مسجد له خمسمائة باب يصلّي فيه خليفة القائم (عليه السلام) لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم، وليصلين فيه اثنا عشر إماماً عدلاً. قلت: يا أمير المؤمنين ويسع مسجد الكوفة هذا الذي تصف الناس يومئذٍ؟! قال: تبنى له أربع مساجد، مسجد الكوفة أصغرها وهذا ومسجدان في طرفي الكوفة من هذا الجانب وهذا الجانب - وأومأ بيده نحو البصريين والغريين -. [تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي: ج3، ص254]
وأمّا المقصود من (خليفة القائم) فيمكن أن يكون المقصود به الإمام الحسين (عليه السلام) باعتباره أول من يخلف الإمام القائم (عجّل الله فرجه) في الرجعة، كما في رواية حمران بن أعين عن الإمام الباقر (عليه السلام): إن أول من يرجع لجاركم الحسين (عليه السلام)، فيملك حتى تقع حاجباه على عينيه من الكبر. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص22]، أو يكون المقصود من هذا الخليفة هو أحد أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يستخلفه للصلاة في هذا المسجد الذي يقع في مدينة الحيرة المعروفة، والتي سوف تتصل بها مدينة الكوفة باعتبار أن المكان الذي يصلّي فيه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو مسجد الكوفة، كما ورد ذلك صريحاً في بعض كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أهل الكوفة لقد حباكم الله (عزَّ وجلَّ) بما لم يحب به أحداً من فضل مصلّاكم بيت آدم، وبيت نوح، وبيت إدريس، ومصلى إبراهيم الخليل، ومصلى أخي الخضر (عليهم السلام) ومصلّاي، وإن مسجدكم هذا لأحد الأربعة المساجد التي اختارها الله (عزَّ وجلَّ) لأهلها... وليأتين عليه زمان يكون مصلّى المهدي من ولدي. [الأمالي للشيخ الصدوق: ص298]
وكذلك يمكن تفسير (الاثنا عشر إماماً عدلاً) على ضوء احتمالين:
الأول: يؤشر إلى صلاة الأئمة الاثني عشر فيه عند رجعتهم، كما جاء في رواية الإمام الصادق (عليه السلام): ما من إمام في قرن إلّا ويكرّ معه البر والفاجر في دهره، حتى يديل الله المؤمن من الكافر. [البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني: ج1، ص448]
الثاني: فيمكن حمله على وجود عدة أئمة جماعة عدول يعينهم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في أيام حياته للصلاة فيه، وذلك لسعة هذا المسجد وكثرة الصحون فيه، فقد ورد في بعض الروايات أن للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) اثني عشر نقيباً يكونون معه في أيام دولته، وقد يكون المقصود بهؤلاء هم أئمة الجماعة الذين يكلّفهم الإمام (عجّل الله فرجه) بذلك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠٢٢/٠٤/٠١ : ١.٨ K : ٠
: سارة : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.