ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(١٢٦٤) آية من القرآن الكريم تثبت بأن عيسى بن مريم يصلّي خلف الإمام (عجّل الله فرجه).

لدي بعض الأصدقاء من الديانة المسيحية معي في الجامعة، فدار حديث فيما بيننا وأبلغوني أنهم يطلبون آية من القرآن الكريم بأن عيسى بن مريم (عليهما السلام) سوف يصلّي خلف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
فأرجو جواباً شافياً مقنعاً مع الأدلة والبراهين.


بسم الله الرحمن الرحيم
من شروط الحوار بين المختلفين عقائدياً أن يتحاكموا إلى الأدلة التي يتفقون عليها وإلّا عاد النقاش عقيماً ومن غير جدوى، والديانة المسيحية لا تعتقد بالقرآن الكريم ولا بنبوة نبينا (صلّى الله عليه وآله) فضلاً عن الاعتقاد بإمامة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فلا معنى لهذا النقاش ولا أثر، ولذلك حتى لو جئتهم بما طالبوك به لن تصلوا إلى نتيجة، على أن الذي ينبغي لك أن تعلم أننا كمسلمين لا نعتقد بأن القرآن الكريم هو المصدر الوحيد لبيان العقيدة الإسلامية، بل ما ثبت عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) لا يقل في مستوى الاستدلال عن القرآن الكريم، وقد قال تعالى في محكم كتابه الكريم: ﴿وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾، وقال تعالى: ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾، ومن هنا سيكون واضحاً لديك كثرة الثغرات والاختلال في طبيعة هذا الحوار ومخرجاته والذي يستدعي الإلمام بشروطه ومقدماته ليكون محصلاً وذا فائدة، وإلّا فإن الكثير من العقائد الضرورية والأحكام الشرعية التي اتَّفق عليها المسلمون وتسالموا على صحتها إنما ثبتت من خلال أحاديث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وما جاءنا عنه وعن أهل بيته (عليهم السلام)، فهل يصح أن نرفض كون صلاة الفجر ركعتين أو الظهر أربع ركعات إلّا بآية قرآنية؟! لا يصح ذلك بطبيعة الحال، على أن الأخبار والروايات قد تظافرت واستفاضت عند الشيعة والسُنة أن نبي الله عيسى (عليه السلام) سوف يصلّي خلف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وقد أشار علماء الفريقين إلى هذه الحقيقة في عدة مصادر، منها ما ذكره الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كتابه كمال الدين حيث قال: أخبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بكون المهدي خاتم الأئمة وأن عيسى (عليه السلام) ينزل في وقت ظهوره فيصلي خلفه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ج1، ص22]، وما ذكره العلامة السيوطي من السُنة في بعض كتبه قائلاً: (فإنّ صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدّة أحاديث صحيحة بإخبار رسول الله، وهو الصادق المصدّق الذي لا يخلف خبره). [الحاوي للفتاوي: ج2، ص167]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠٢٢/٠٤/٢٣ : ١.٦ K : ٠
: كميل : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.