(١٣١٨) أرجو شرحاً مختصراً لرواية (أن الإمام (عجّل الله فرجه) يأمر بإنشاء مراكب...)
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: ثم يأمر المهدي (عليه السلام) بإنشاء مراكب فينشئ أربعمائة سفينة في ساحل عكا، وتخرج الروم في مائة صليب، تحت كل صليب عشرة آلاف، فيقيمون على طرسوس ويفتحونها بأسِنَّة الرماح، ويوافيهم المهدي (عليه السلام)، فيقتل من الروم حتى يتغير ماء الفرات بالدم، وتنتن حافتاه بالجيف، وينهزم من في الروم فيلحقون بأنطاكية.
أرجو شرحاً مختصراً لهذه الرواية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية عامية نقلها المقدسي في كتابه عقد الدرر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قصة المهدي وفتوحاته ورجوعه إلى دمشق، قال: ثم يأمر المهدي (عليه السلام) بإنشاء مراكب فينشئ أربعمائة سفينة في ساحل عكا، وتخرج الروم في مائة صليب، تحت كل صليب عشرة آلاف، فيقيمون على طرسوس ويفتحونها بأسِنَّة الرماح، ويوافيهم المهدي (عليه السلام)، فيقتل من الروم حتى يتغير ماء الفرات بالدم، وتنتن حافتاه بالجيف، وينهزم من في الروم فيلحقون بأنطاكية. [عقد الدرر في أخبار المنتظر للمقدسي: ص189]
وهي تشير إلى معركة تقع بين معسكر الإمام (عجّل الله فرجه) ومعسكر الروم، ويبدو أن هذه المعركة تحصل بعد تحرير فلسطين المحتلة وإخراج اليهود منها، بدلالة قرينة بناء الإمام (عجّل الله فرجه) 400 سفينة في (ساحل عكا) الذي يقع في شمال فلسطين المحتلة وعلى الساحل الشرقي من البحر المتوسط، والذي كان محتلاً من اليهود قبل ذلك وهو مفاد بعض ما روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) كما جاء في مستدرك الحاكم النيسابوري، فعن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: هل سمعتم بمدينة جانب منها في البحر؟ قالوا: نعم. قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق. [المستدرك على الصحيحين للحكام النيسابوري: ج٤، ص٤٧٦]
وأيضاً ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): لأبنينَّ بمصر منبراً، ولأنقضنَّ دمشق حجراً حجراً، ولأخرجنَّ اليهود من كل كور العرب، ولأسوقنَّ العرب بعصاي هذه. فقال الراوي وهو عباية الأسدي: قلت له: يا أمير المؤمنين، كأنك تخبر أنك تحيا بعدما تموت؟ فقال: هيهات يا عباية، ذهبت غير مذهب. يفعله رجل مني، أي المهدي (عليه السلام). [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٣، ص٦٠].
وبعد تحرير فلسطين يحتل جيش الروم ميناء طرسوس وهو الساحل الغربي لبلاد الشام ويقدمون بمئة صليب يمثل كل واحد منها راية لفرقة عسكرية وتحت كل صليب عشرة آلاف رجل، فيكون العدد الكلي مليون جندي، ثم يوافيهم جيش الإمام (عجّل الله فرجه)، وتقع المعركة بين الطرفين والتي تنتهي بهزيمة الروم وفرارهم إلى مدينة أنطاكية الواقعة في جنوب تركيا.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: كرار : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)