(١٨٢) لا فرق بين المدعو الحسن اليماني والسفراء الأربعة
سؤالي لكم من خلال ما أثاره شخص يسمّي نفسه أحمد الكاتب من خلال احدى القنوات الفضائية وهي أنه:
لا فرق بين المدعو الحسن اليماني والسفراء الأربعة للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فالذين كذَّبوا الحسن اليماني كان عليهم أن يُكذِّبوا السفراء الأربعة المزعومين حسب قوله.
بسم الله الرحمن الرحيم
لولا اتباع الهوى وإنكار الحقيقة الواضحة بحقيقة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لما تفوَّه بهذا الكلام.
كيف وأن السفراء الأربعة (رضوان الله عليهم) قد نُصَّ عليهم من قبل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأبيه الحسن العسكري (عليه السلام)، فضلاً عن أن السفير الأول كان من العلماء الأجلّاء وكان مصاحباً للإمام الهادي (عليه السلام) ووكيلاً عنه وكذلك كان وكيلاً عن الإمام العسكري (عليه السلام) إلى أن وصلت سفارته عن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو (رحمه الله) عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف فقلت له: يا أبا عمرو إني أريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه، فإن اعتقادي وديني أن الأرض لا تخلو من حجة إلّا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوماً، فإذا كان ذلك رفعت الحجة وأغلق باب التوبة فلم يك ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، فأولئك أشرار من خلق الله (عزَّ وجلَّ) وهم الذين تقوم عليهم القيامة ولكني أحببت أن أزداد يقيناً، وإن إبراهيم (عليه السلام) سأل ربه (عزَّ وجلَّ) أن يريه كيف يحيي الموتى، ﴿قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة: 260]، وقد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته وقلت: من أعامل أو عمن آخذ، وقول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون، وأخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد (عليه السلام) عن مثل ذلك، فقال له: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعمها فإنهما الثقتان المأمونان، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك... [الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص329 – 330، باب في تسمية من رآه (عليه السلام)، ح1]
وقد وردت روايات عديدة دلّت على ذلك، وكذلك ابنه محمد بن عثمان العمري السفير الثاني وكذلك السفير الثالث والرابع، وقد نقلت عنهم دلائل كثيرة، ومعجزات الإمام (عليه السلام) ظهرت على أيديهم.
وأمور أخبروا بها عنه زادتهم في هذا الأمر بصيرة وهي مشهورة عند الشيعة.
فكيف لأحد أن يكذِّب النص عليهم وظهور المعجزات منهم وإجماع الشيعة على وثاقتهم، وكل هذا غير موجود في كل أحد ادعى السفارة بعدهم.
إذن لابد من تكذيب كل أحد غيرهم ممن يدّعون السفارة عنه (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: الهاشمي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)