(٣٧٥) ما هو تفسير رواية: تنزل الرايات السود التي تقبل من خراسان...
ما هو تفسير الروايات التالية ومَن المقصود بها؟
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات ويقول بعضهم: قتل ويقول بعضهم: ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلّا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص162]
عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: تنزل الرايات السود التي تقبل من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة إلى المهدي. [عقد الدرر: ص129]
فإذا كان ذلك -أي قرب قيام القائم- فراجعوا التوبة واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فتداويتم من العمى والبكم وكفيتم مؤنة الطلب والتعسف ونبذتم الثقل الفادح عن الاعناق...) روضة الكافي: ح22.
وفي (الممهدون): يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويقتل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يموت حتى يبلغه. [كنز العمال: ج7، ص261]
في دعاء العهد: اللهم أعطه في نفسه وأهله ووَلده وذريته...، في دعاء الثالث من شعبان: والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار ويثأروا الثأر ويرضوا الجبار ويكونوا خير أنصار.
وما روي عن الإمام علي (عليه السلام): صاحب مصر علامة العلامات وآيته عجب لها إمارات، قلبه حسن ورأسه محمد ويغير اسم الجد، إن خرج فاعلم أن المهدي سيطرق أبوابكم، فقبل أن يقرعها طيروا إليه في قباب السحاب أو أئتوه زحفاً وحبواً على الثلج. [كتاب ماذا قال علي: الجفر ص330]
بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا الرواية الأولى: (إلّا المولى الذي يلي أمره) فإنه لا شك أن هناك أشخاصاً يخدمون الإمام (عجّل الله فرجه)، الذين يسمون بالأبدال، الذين عبرت عنهم الروايات (وما بثلاثين من وحشة) وكذا ما ورد من أن الخضر (عليه السلام) مؤنس الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في غيبته، فلعل أحد هؤلاء هو الذي يطلع على موضعه.
على أنه ورد في نسخة الغيبة للنعماني: ص176، ب10، فصل3، ح5: (لا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره) لا (من ولده).
وإذا لم نرجح رواية النعماني، فعلى الأقل هي تجعل الرواية مجملة، فلا يصح الاستدلال برواية الطوسي على إثبات (الولد) للإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
وأمّا رواية (الرايات السود) فالظاهر أن الذي يبعث إلى المهدي (عجّل الله فرجه) بالبيعة هو نفس صاحب الرايات السود وهو الخراساني.
وأمّا رواية (طالع المشرق) فقد أراد به الصاحب (عجّل الله فرجه) وشبّهه بالشمس في النور والظهور والاستيلاء على العالم ورفع حجب ظلم الجهالات [شرح أصول الكافي للمولى محمد صالح المازندراني: ج11، ص413]
وأمّا رواية (والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته) فهي واردة في دعاء يوم ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) ويظهر من سياق الفقرات أن الكلام هو حول أهل البيت (عليهم السلام)، ومعه فإن البعدية في قوله (بعد قائمهم) إمّا أن تكون رتبية أو حقيقية، فعلى الأول يكون معنى الدعاء هو الصلاة أولاً على الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ثم على الأئمة الثمانية قبله، باعتبار أفضليته عليهم، وعلى الثاني يكون معناه الصلاة على الأئمة (عليهم السلام) الذي سيحكمون بعد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند رجعتهم إلى الدنيا، وهم نفسهم أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
أمّا رواية (صاحب مصر) فهي غير موجودة أصلاً في الكتب الحديثية، فهي ضعيفة بل موضوعة ولا يعول عليها أصلاً.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: أم حيدر : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)