(٦٣٩) هل هناك شبهة أو فتنة في شخص الإمام نفسه عند ظهوره (عجّل الله فرجه)؟
كما نعلم سيكون هناك كثير من مدّعي المهدوية قبيل ظهور الإمام (روحي له الفداء)، سؤالي هو: هل هناك شبهة أو فتنة في شخص الإمام نفسه عند ظهوره (عجّل الله فرجه)؟
أم سيعلم الناس يقيناً أن هذا هو الإمام الحق وسيتبعه المحبون ويكفر بِه المبغضون؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: هناك أمور نستطيع من خلالها تشخيص الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بحيث لا يشتبه بغيره أبداً.
ثانياً: ورغم هذا الوضوح، فإنه يمكن أن يقع البعض في شراك الشيطان، لأنه لم يكن مطّلعاً عليها، أو لم يكن على المستوى المطلوب من الثقافة المهدوية والإيمان.
ولذا وردت روايات تشير إلى وقوع الفتن، ومنها ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): لو قد قام القائم لأنكره الناس، لأنه يرجع إليهم شاباً موفقاً، لا يثبت عليه إلّا من قد أخذ الله ميثاقه في الذر الأول. [الغيبة للنعماني: ص194، ب10، ح43]
وعن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ينادي منادٍ من السماء: أن فلاناً هو الأمير، وينادي منادٍ أن علياً وشيعته هم الفائزون.
قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا؟
قال: إن الشيطان ينادي: أن فلاناً وشيعته هم الفائزون -لرجل من بني أمية-.
قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟
قال: يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا، ويقولون: إنه يكون، قبل أن يكون، ويعلمون أنهم هم المحقّون الصادقون. [الغيبة للنعماني: ص272، ب14، ح28]
ثالثاً: وهذا يعني ضرورة أن يزيد المؤمن من ثقافته المهدوية والتزامه بالإيمان والتقوى حتى لا يقع في شراك الفتن، كما وقع الكثير في فتنة (ابن كاطع) رغم وضوح بطلان دعوته، بل كما وقع البعض في فتنة (مسيلمة الكذاب) رغم صراحة القرآن الكريم بأن النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو خاتم النبيين، أو كما وقع البعض في فتنة الشلمغاني في زمن السفراء، وعلى كل حال، إن الوقوع في الخطأ ليس خاصاً بالقضية المهدوية، فهناك الكثير من القضايا الإسلامية (كأفضلية أمير المؤمنين على غيره) والإنسانية (كانحراف داعش عن خط الإسلام والإنسانية) مع وضوح تلك المسائل لكن البعض وقع في الخطأ فيها.
ولذا ورد عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: هما صيحتان: صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية، فقلت: كيف ذاك؟ قال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس قلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ قال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون. [الغيبة للنعماني: ص273، ب14، ح31]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: حسنين : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)