ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
مدعو المهدوية

(٩٦١) كيف نكشف زيف مدعي المهدوية؟

كيف لنا أن نكشف زيف الذي يدعي أنه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟


بسم الله الرحمن الرحيم
المنهج الذي من خلاله نتعرف على تشخيص الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عن مدّعي المهدوية هو نفس المنهج الذي يعرّف الله تعالى حججه لعباده ولجميع الناس، يقول تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ﴾ والبينات هي المعجزات والدلائل الواضحة والتي تكون من الوضوح والجلاء ما يرفع بها عنهم الحيرة والتردد، وما كان الله تعالى وهو الحكيم اللطيف بعباده أن يترك الناس هملاً يتخبطون ويتعثرون في معرفة الحجة الحق عن غيره، وقد سُئل الإمام الباقر (عليه السلام) عن تفسير قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ فقال (عليه السلام): يريهم في أنفسهم وفي الآفاق، وقوله: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ يعني بذلك خروج القائم، هو الحق من الله (عزَّ وجلَّ) يراه هذا الخلق لا بد منه. [الغيبة للشيخ النعماني: ص277]
ولذا سيكون الإمام (عجّل الله فرجه) مصحوباً قبل ظهوره وبعد ظهوره بجملة من الآيات الكونية والعلامات السماوية الخارقة للعادة، فضلاً عن توفره في ذاته ونفسه المقدسة بجملة مقومات وعناصر لا تدع مجالاً للشك والريب لمن صدقت نيته وطلب الحق وسعى إليه، ولذلك واحدة من أهم مقاصد علامات الظهور وأهدافها هو التمهيد والتعريف بشخصه (عجّل الله فرجه)، فقد روى زرارة عن الإمام الصادق (عليه السلام): ينادي مناد باسم القائم (عليه السلام)، قلت: خاص أو عام؟ قال: عام يسمع كل قوم بلسانهم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص650]
وروي عنه أيضاً (عليه السلام): فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلّا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء. [الغيبة للشيخ النعماني: ص268]
فضلاً عن باقي العلامات الحتمية، والتي ستكون بتظافرها وتوافرها مؤشرات ودلائل واضحة على ظهوره ومعرفته، فقد جاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكف يطلع من السماء من المحتوم، قال: وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها. [الغيبة للشيخ النعماني: ص261]
وأما صفاته الشخصية وسماته الخاصة التي يتحلى بها (عجّل الله فرجه) فقد روي عن الإمام الرضا (عليه السلام): فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحداً، وهو الذي تطوى له الأرض، ولا يكون له ظل. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص372]
وروي عنه أيضاً (عليه السلام): علامته أن يكون شيخ السن، شاب المنظر، حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها، وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتى يأتيه أجله. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص652]
بل أن الروايات الشريفة استفاضت حتى بذكر علاماته الجسدية والبدنية، فقد جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام): يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون، مشرب بالحمرة، مبدح البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم). [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص653]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

مدعو المهدوية : ٢٠٢١/٠٤/١٠ : ٣.١ K : ٠
: أحمد عبد الحسين : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.