(١٩١) ما هي ضابطة معرفة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
ما هي ضابطة معرفة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) التي لا يمكن أن تنخرم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ليكن معلوماً أن قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من الوعد الإلهي البالغ الأهمية، وصحيح أن حركة الإمام (عجّل الله فرجه) لا تعتمد الإعجاز سبيلاً مطلقاً للوصول إلى أهدافها لكن هذا لا يعني عدم تدخل المعجزة في إثبات شخص الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وإلّا كان ذلك تغريراً بالناس، لذلك دلّت الروايات الشريفة أن أمر الإمام (عجّل الله فرجه) أوضح من الشمس.
فقد روي عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سمعت الشيخ -يعني أبا عبد الله (عليه السلام)- يقول: إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن سبتاً من دهركم، وليخملن حتى يقال: مات، هلك، بأي واد سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، وليكفأن تكفؤ السفينة في أمواج البحر، فلا ينجو إلّا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي. قال: فبكيت، ثم قلت له: كيف نصنع؟ فقال: يا أبا عبد الله -ثم نظر إلى شمس داخلة في الصفة- أترى هذه الشمس؟ فقلت: نعم، فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس. [الغيبة للنعماني: ص154، ب10، ح10]
ولا يكون الأمر كذلك مع كثرة المدعين للمهدوية إلّا بنصب علامة بيِّنة تدل على شخص الإمام (عجّل الله فرجه)، ومن هذه العلامات الصيحة التي يفهمها أهل كل لسان بلسانهم وتسمعها العذراء بخدرها ودلّت الروايات على أنها صيحة جبرائيل (عليه السلام).
وعن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، أنه قال: ... الصيحة لا تكون إلّا في شهر رمضان، لأن شهر رمضان شهر الله، والصيحة فيه هي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم (عليه السلام) فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلّا استيقظ، ولا قائم إلّا قعد، ولا قاعد إلّا قام على رجليه فزعاً من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الأول هو صوت جبرئيل الروح الأمين (عليه السلام).
ثم قال (عليه السلام): يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك، واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس اللعين ينادي: ألا إن فلاناً قتل مظلوماً ليشكك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه أنه صوت جبرئيل، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه (عليهما السلام) حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج.
وقال: لابد من هذين الصوتين قبل خروج القائم (عليه السلام): صوت من السماء وهو صوت جبرئيل باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه، والصوت الثاني من الأرض هو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوماً، يريد بذلك الفتنة، فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير أن تفتنوا به. [الغيبة للنعماني: ص262 – 263، ب14، ح13]
مما يدل على أنها قضية فوق قدرة البشر فلا تُدَلَّس ولا يمكن التلاعب بها، إضافة إلى تزامن العلامات المحتومة من السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة بل شهر واحد بل في يوم واحد.
كما أن الإمام (عجّل الله فرجه) سيقوم بالعديد من الخوارق الدالة على شخصه المقدس ويظهر العديد من مختصات إرثه من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وباقي الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) وعلى ذلك دلّت روايات كثيرة.
وكل هذا بلحاظ معرفته (عجّل الله فرجه) عند ظهوره المقدس.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: الكفائي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)