(٢٢١) ليست لدينا أدلة في الإمام (عجّل الله فرجه)...
نحن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) نعتقد بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي واضحة جلية لمن يتدبر القرآن الكريم والحمد لله، ولكن ليست لدينا أدلة في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من حيث المواقف وأعني (حادثة المباهلة) تفيد بأن أمير المؤمنين (عليه السلام) نفس الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بنص الآية الكريمة، وإذا قرأنا التاريخ سوف نجد هذه الحادثة المشهورة تملأ كتب التاريخ، ولكن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لم يكن هناك له حادثة مشهورة لمجيئه (عجّل الله فرجه) بعد قرنين ونصف بعد جدّه المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وتوجد أحاديث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فمنها ما يشير إلى أن الإمام المهدي هو الثاني عشر إمام وهو ابن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وهذا ما تستند إليه الشيعة.
أمّا أهل السنة يستندون إلى حديث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأنه (عليه السلام) لم يولد بعد ويستندون إلى (واسم أبيه اسم أبي)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لا نُسلِّم أنه لا توجد حادثة واضحة دلّت على الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بل توجد حادثة أهم من حادثة المباهلة، وهي بيعة يوم الغدير، حيث أكد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على ذلك في خطبته: قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ألا إنّ خاتم الأئمة منا القائم المهدي (صلوات الله عليه)، ألا إنه الظاهر على الدين كله، ألا أنه المنتقم من الظالمين، ألا إنه فاتح الحصون وهادمها، ألا أنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، ألا أنه مدرك بكل ثأر لأولياء الله (عزَّ وجلَّ)، ألا إنه الناصر لدين الله، ألا إنه الغراف من بحر عميق، ألا إنه يُسمِّ كل ذي فضل بفضله، وكل ذي جهل بجهله، ألا إنه خيرة الله ومختاره، ألا إنه وارث كل علم والمحيط به، ألا إنه المخبر عن ربه (عزَّ وجلَّ) والمنبِّه بأمر إيمانه، ألا إنه الرشيد السديد، ألا إنه المفوّض إليه، ألا إنه قد بُشِّر به من سلف، ألا إنه الباقي حجة ولا حجة بعده، ولا حق إلّا معه، ولا نور إلّا عنده، ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه، ألا وإنه ولي الله في أرضه، وحكمه في خلقه وأمينه في سرّه وعلانيته.
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في موضع آخر من هذه الخطبة: معاشر الناس، نور من الله (عزَّ وجلَّ) فيَّ مسلوك ثم في عليٍّ ثم في النسل منه إلى القائم المهدي (عجّل الله فرجه)، الذي يأخذ بحق الله، وبكل حق هو لنا... الخ.
وهي من حيث الدلالة أتم من حادثة المباهلة وكذلك هي تامة من حيث السند، وكذلك حديث الثقلين، فقد ورد في صحيح الترمذي بإسناده عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما [صحيح الترمذي: ص328-329 ح3876]، وهو تام من حيث السند على مباني القوم والدلالة فقد أكد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه لن يفترق القرآن الكريم عن العترة، فهل يوجد أوضح من هذا لمن ألقى السمع وهو شهيد؟ فإنه من الواضح أننا إذا لم نلتزم بوجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فهذا يعني أن القرآن الكريم افترق عن العترة وهو خلاف ما صرَّح به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، مضافاً إلى أن الوضوح في إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) ينسحب بما لا شك فيه على إمامة جميع الأئمة ومنهم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لأنهم بلا شك يمثلون الامتداد الواضح في الأمة جميعاً لإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام).
وبإمكانك الرجوع إلى جملة وافرة من المؤلفات في هذا الصدد منها كتاب الغيبة للنعماني وكتاب كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ومنتخب الأثر للشيخ لطف الله الصافي وغيرها.
ويمكنك الاستفادة من المكتبة التخصصية في الموقع أيضاً على الرابط التالي:
https://m-mahdi.net/main/categories-4
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: خالد نزار : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)