(٣٥٩) ما معنى (وأيده بروح القدس)؟
ورد في دعاء الافتتاح الوارد عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هذا المقطع: اللهم وصلّ على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر وحفه بملائكتك المقربين وأيده بروح القدس يا رب العالمين...
فالسؤال هو أنّ الأئمة (عليهم السلام) مؤيدون بروح القدس منذ ولادتهم، وأنّ هناك روح قدس أعظم تُنقل إلى المعصوم الآخر عند وفاة المعصوم الذي قبله.. إذن ما معنى دعاء المهدي (عجّل الله فرجه) بقوله (وأيده بروح القدس) فهو مؤيد بروح القدس فعلاً منذ ولادته وبعد وفاة أبيه العسكري (عليه السلام)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
إن كونه (عجّل الله فرجه) مؤيداً بروح القدس منذ ولادته، لا يتنافى مع دعائنا له باستمرار ذلك، فقد قالوا في الفلسفة: إن الممكن بحاجة إلى العلة حدوثاً وبقاءً.
بمعنى أن الإنسان كما هو محتاج إلى الله تعالى في أصل وجوده كذلك هو محتاج إليه في استمرار وجوده.
وفي المقام كذلك، فكما أن الإمام (عجّل الله فرجه) مؤيد بروح القدس حدوثاً ومنذ بداية وجوده، كذلك هو مؤيد به بقاءً وما دام حياً، ودعاؤنا له بذلك الدعاء هو بلحاظ حالة الاستمرار التي لا تتنافى مع ثبوت التأييد له حدوثاً ومن أصل وجوده.
وهذا نظير دعاء المعصوم نفسه بـ﴿اهْدِنَا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6] وهو هو المعصوم، بل هو الصراط المستقيم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: مصطفى شاكر : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)