(٤٧٠) كيف يفسر الناس وجود نسخ مختلفة من صوره (عجّل الله فرجه)...
يقول البعض: إن المهدي (عجّل الله فرجه) من علم الغيب والله تعالى قد قال: ﴿وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ﴾ [آل عمران: 179]. فكيف يعرف الناس المهدي رغم ذلك؟
وكيف نفسر اختلاف الناس في الصورة المرسومة عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟
وما سر ورود هذا الحديث عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): أنا في عالم الحق والحقيقة وأنتم في عالم الوهم والخيال فمتى تظهرون لي حتى أظهر لكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
1) إن المهدي (عجّل الله فرجه) وإن كان من الغيب، إلّا أن الله تعالى ينص في القرآن الكريم على إمكان أن يكشف الغيب لمن ارتضى بقوله تعالى: ﴿ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ [آل عمران: 44]، ﴿تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا...﴾ [هود: 49]، ﴿وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلاَ الإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا﴾ [الشورى: 52].
2) إن هذا الاختلاف يستبطن تسالماً من جميع المذاهب بل والأديان على ضرورة المهدي (عجّل الله فرجه) وأن منكر هذه الحقيقة خارج عن هذا التسالم، ثم أن أعداء أهل البيت (عليهم السلام) والمنافقين دأبوا على تحريف كلامهم ومحاولة تزييف الحقائق ونسبة أمور إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يقلها، ومن ذلك قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فرغم صراحة أحاديث الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في كونه من ولد فاطمة (عليها السلام) ومن ولد الحسين (عليه السلام) على الخصوص إلّا أن الأعداء حاولوا تحريف هذه الحقيقة فجعلوه مرة من ولد الحسن (عليه السلام) وأخرى من ولد جعفر بن أبي طالب وثالثة بأنه محمد بن عبد الله ورابعة جعلوه من أولاد العباس وهكذا.
3) هذا ليس حديثاً ولا توقيعاً شريفاً عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)