(٥٥٠) كيف يحدث هذا ونحن نعرف أن المعصوم لا يلي أمره إلّا...
جاء في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي عن أبي نصر هبة الله [بن محمد] بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري (قدّس الله روحه وأرضاه)، عن شيوخه أنه لما مات الحسن بن علي (عليهما السلام) حضر غسله عثمان بن سعيد (رضي الله عنه وأرضاه) وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه وتقبيره، مأموراً بذلك للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها ولا دفعها إلّا بدفع حقائق الأشياء في ظواهرها. كيف يحدث هذا الأمر ونحن نعرف أن المعصوم لا يلي أمره إلّا معصوم مع وجود الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
إن النص ظاهر جداً في أن ما فعله السفير الأول كان على مستوى الظاهر للعيان، حيث يقول: مأموراً بذلك للظاهر من الحال.
فإننا نعرف أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كان يعيش ظرفاً استثنائياً حتّم عليه عدم الظهور العلني أمام جمهور الناس، فأوكلت مهمة تجهيز الإمام العسكري (عليه السلام) ظاهراً إلى السفير الأول.
وهذا لا ينافي قيام الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بتجهيز أبيه (عليه السلام) قبل أو بعد فعل السفير الأول.
وتتضح الصورة أكثر في قضية الصلاة على الإمام العسكري (عليه السلام) حيث رأى الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الفرصة مؤاتية ليظهر ويصلي ويبعد جعفر الكذاب عن القيام بهذه الصلاة.
ثم أنه قد يكون الإمام هو من قام بتجهيز أبيه (عليه السلام)، لكن كان السفير الأول يساعده على غرار مساعدة أسماء لأمير المؤمنين (عليه السلام) في تجهيز الزهراء (عليها السلام)، لكن الرواة نسبوا هذا الفعل للسفير الأول لأنه كان هو الذي يواجه الناس أو لكبر سنه قياساً بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
وقد ورد أن الإمام الجواد (عليه السلام) هو الذي غسّل أباه الرضا (عليه السلام) بحيث إنهم وجدوا الإمام الرضا (عليه السلام) قد تم تغسيله وتجهيزه وقد شهد هرثمة عند المأمون بأن ابنه غسله [عيون أخبار الرضا: ج1، ص278، دلائل الإمامة: ص354]
وأمّا عن قاعدة (لا يلي المعصوم إلّا المعصوم) فيمكنكم مراجعة السؤال والجواب التالي ضمن حقل الأسئلة والأجوبة المهدوية في الموقع تفضلوا:
https://m-mahdi.com/main/questions-321
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)