ارسل سؤالك المهدوي:
متفرقة

(٥٨٦) نهي عن السكن في مدينة الزوراء

هناك نهي عن السكن في مدينة الزوراء فما هي الزوراء هل هي بغداد أم طهران؟


بسم الله الرحمن الرحيم
حسب تتبعنا للمدن التي أطلق عليها الزوراء يمكن قول التالي:
أولاً: قال العلامة المجلسي في البحار الأنوار: ج5، ص279: (الزوراء - بغداد)
وفي أمالي الشيخ الطوسي: ص199 ح (340 / 42) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لمّا رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء، فقال للناس: إنها الزوراء فسيروا وجنبوا عنها، فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة.
وقال في هامش بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج14، ص211، عند ذكره لهذه الرواية: قال ياقوت في المعجم: زوراء: دجلة بغداد، وأرض بذي خيم، وحكى عن الأزهري أن مدينة الزوراء ببغداد في الجانب الشرقي، وعن غيره أنها مدينة أبي جعفر المنصور وهي في الجانب الغربي. ودار بناها النعمان بن منذر بالحيرة.
وقال: زوراء: فلج، وفلج ما بين الرحيل إلى المجازة وهي أول الدهناء. قلت (صاحب هامش البحار): الظاهر أن المراد هنا هو بغداد.
ثانياً: في رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن الزوراء منطقة في الري. حيث روي عن معاوية بن وهب قال تمثل أبو عبد الله (عليه السلام) ببيت شعر لابن أبي عقب.
وينحر بالزوراء منهم لدى الضحى * * * ثمانون ألفاً مثل ما تنحر البدن
وروي غيره: البزل.
ثم قال لي: تعرف الزوراء؟ قال: قلت: جعلت فداك يقولون: إنها بغداد قال: لا، ثم قال (عليه السلام): دخلت الري؟ قلت: نعم، قال: أتيت سوق الدواب؟ قلت: نعم، قال: رأيت الجبل الأسود عن يمين الطريق؟ تلك الزوراء يقتل فيها ثمانون ألفاً منهم ثمانون رجلاً من ولد فلان كلهم يصلح للخلافة، قلت: ومن يقتلهم جعلت فداك؟ قال: يقتلهم أولاد العجم. [الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص177، ح198]
وعلى كل حال، لعل النهي الوارد عن السكن في الزوراء أياً كانت هو لأجل:
1- حصول معارك دامية فيها، قد تتسبب في قتل المؤمن، فيذهب دمه هدراً، وأن الأولى بالمؤمن أن يبتعد عن الأماكن التي تحصل فيها الفتن. فقد روي ذلك في خبر المفضل مع الإمام الصادق (عليه السلام): يظهر السفياني ويسير جيشه إلى العراق فيخربه ويخرب الزوراء. [مختصر بصائر الدرجات: 185]
2- أو لأنها ستكون مكاناً للفسق والفجور والخروج عن الحق، كما روي هذا المعنى في مقطع آخر من الرواية: قال المفضل: يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت؟
قال (عليه السلام): في لعنة الله وسخطه تخربها الفتن وتتركها جماء فالويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ومن يجلب الجزيرة ومن الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأمم المتمردة من أول الدهر إلى آخره ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت بمثله، ولا يكون طوفان أهلها إلّا بالسيف، فالويل لمن اتخذ بها مسكناً فإن المقيم بها يبقى بشقائه والخارج منها برحمة الله... وليظهرن من الافتراء على الله وعلى رسوله (صلّى الله عليه وآله) والحكم بغير كتاب الله ومن شهادات الزور وشرب الخمور والفجور وأكل السحت وسفك الدماء ما لا يكون في الدنيا كلها إلّا دونه، ثم ليخربها الله تعالى بتلك الفتن وتلك الرايات حتّى لو مرّ علينا مار لقال: هنا كانت الزوراء. [نفس المصدر ص 188]
3- أو لأجل أنها ستكون في يوم ما معقلاً لأعداء أهل البيت (عليهم السلام) كما روي هذا المعنى عن الإمام الصادق (عليه السلام): وأهل مدينة تسمى الزوراء تبنى في آخر الزمان يستشفون بدمائنا ويتقربون ببغضنا، يوالون في عداوتنا ويرون حربنا فرضاً وقتالنا حتماً، يا بني فاحذر هؤلاء، ثم احذرهم، فإنه لا يخلو اثنان منهم بأحد من أهلك إلّا هموا بقتله. [الخصال للشيخ الصدوق: ص507]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

متفرقة : ٢٠١٥/٠٩/٢٨ : ٦.٩ K : ٠
: نوري سلمان القره غولي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.