(٧٧٨) لماذا الإمام (عجّل الله فرجه) لا يشرب من عين الحياة؟
ذكر رواية عين الحياة الذي يشرب منه يعيش إلى ينفخ في الصور وهذا ما ذكر فالقصة تقول أن ذو القرنين قال الخضر (عليه السلام) اذهب وخذ سمكة مشوية وضعها في أحد العيون فاذا رايتها عاشت فهذه عين الحياة فقام الخضر ووضع سمكة مشوية في الماء فعاشت فقام وغمس نفسه في الماء وشرب منها وبقي حي إلى الآن... إلى آخر الرواية
لماذا الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لا يشرب من هذه العين ويعيش إلى يوم ينفخ في الصور لأن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أعظم من الخضر لا أن المعروف أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يحكم سنين ثم يموت فكيف الخضر يشرب منه والإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لا يشرب منها والخضر يخدم الإمام المهدي ويؤنس الإمام المهدي في غربته فالإمام المهدي أعظم من الخضر. نرجو التوضيح
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في رواية عن الحسن بن علي بن فضال قال: سمعت؟ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول: إن الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور، وأنه ليأتينا فيسلم فنسمع صوته ولا نرى شخصه، وإنه ليحضر حيث ما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلم عليه، وإنه ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك، ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته. [كمال الدين للشيخ الصدوق: ص390 و391 ما روي في الخضر (عليه السلام) ح4]، والجواب هو التالي:
1) ينقض على هذا الكلام برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فهو أعظم من كل البشر، ومع ذلك لم يشرب منها.
2) إن طول العمر لا يتوقف على الشرب من ماء الحياة، إنما هو بيد الله تعالى.
3) لعل ما ورد من أن الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة لا يقصد منه الماء الحقيقي فلعله كناية عن أمر الله تعالى بطول عمره إلى ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
وفي كل ذلك فالأمر فيه إلى الله تعالى وحكمته، والحكمة تقتضي أن يموت الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عندما يرجع الإمام الحسين (عليه السلام) كما نصت على ذلك بعض الروايات:
فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾ [الإسراء: 6] قال: خروج الحسين (عليه السلام) في سبعين من أصحابه... فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين (عليه السلام) جاء الحجةَ الموتُ، فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنّطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي (عليه السلام)، ولا يلي الوصي إلّا الوصي. [الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص206، ح250]
4) على أن إعطاء بعض الخصوصيات لشخص لا يعني أنه أفضل ممن فقد تلك الخصوصية، فإن زوجة أمير المؤمنين (عليه السلام) هي سيدة نساء العالمين (عليها السلام) وهذا لم يجعله أفضل من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
والأئمة كانوا من ذرية الإمام الحسين (عليه السلام) وهذا لم يجعله أفضل من الإمام الحسن (عليه السلام)
وهكذا بقاء الخضر (عليه السلام) إلى يوم ينفخ في الصور لا يجعله أفضل من الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وإنما هي خصوصية أعطيت له لحكمة إلهية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: جعفر الفهيد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)