(٨٠٨) ألا تلاحظون إنّ أمهات الأئمة (عليهم السلام) كلهن إماء؟
ورد في حقل (هل تعلم أنَّ؟) ضمن منشورات مركزكم الموقر التالي:
إن الإمام الهادي (عليه السلام) اشترى السيدة نرجس (عليها السلام) أم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بـ (220 دينار).
ألا تلاحظون إنَّ أمهات الأئمة (عليهم السلام) كلهنّ إماء؟
طبعاً ماعدا السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
هل هذه الموضوعات للطعن في الأئمة (عليهم السلام) أم ما هو رأيكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
إن كون أمهات بعض المعصومين (عليهم السلام) إماء لا يلزم منه الانتقاص منهن ولا منهم (عليهم السلام)، إذ إن ظاهرة وجود الإماء في ذلك الزمن كانت أمراً متعارفاً نتيجة الحروب المتبادلة والمستمرة بين القبائل والديانات.
بل إن هذه الظاهرة ممتدة الى أزمنة سحيقة في التاريخ، والشاهد أن أم النبي إسماعيل (عليه السلام) أيضاً كانت أمة، ولم يمنعها ذلك أن تكون أماً لنبي وزوجة لنبي، ولم يلزم من ذلك الانتقاص من قدر النبي إسماعيل (عليه السلام).
على أن قراءة سيرة أمهات المعصومين من الاماء يكشف بوضوح أنهن كُنّ كريمات أقوامهن وأميرات نسائهن، ولنجابتهن وعظمتهن الواقعية، أجرى الله تعالى الأسباب الطبيعية ليوصلهن إلى بيت النبوة، فمثلاً أم الإمام زين العابدين (عليه السلام) كانت أميرة وهي بنت (يزدجرد) ملك الفرس.
وينبغي الالتفات إلى أنه ليس كل أمهات المعصومين (عليهم السلام) هن من الإماء بل بعضنّ كن حرائر، وكالتالي:
أمير المؤمنين (عليه السلام) أمه فاطمة بنت أسد، الحسنان (عليهما السلام) أمهما الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام)، الإمام الباقر (عليه السلام) أمه فاطمة (أم عبد الله بنت الحسن المجتبى (عليه السلام)، الإمام الصادق (عليه السلام) أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)