ارسل سؤالك المهدوي:
متفرقة

(٩٤١) كيف يتم التجانس مع أرواح أهل البيت (عليهم السلام)؟

ورد في فقرة (العشق المهدوي) ضمن منشوراتكم المباركة العبارة التالية:
إن المؤمن قد يحقق قرباً مكانياً من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لو كان في أحد مشاهدهم المقدسة، ولكن الأهم من ذلك هو قرب المكانة والمنزلة، بمعنى أن يكون المؤمن قريباً من أرواحهم وذلك بالتجانس معهم بما أمكن.
سؤالي هو: كيف يتم ذلك التجانس معهم (عليهم السلام)؟


بسم الله الرحمن الرحيم
القرب من أهل البيت (عليهم السلام) إنما يتم من خلال التشبه بأخلاقهم واقتفاء آثارهم والائتمام بسلوكهم، فإذا أديت كل ذلك قد يدركك التوفيق الإلهي لترتقي في سلّم الكمال ودرجاته حتى تكون منتمياً حقيقة وواقعاً لحريم ولايتهم ورعايتهم، وخير مثال على ذلك ما ورد في حق سلمان الفارسي الذي قال عنه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): سلمان منا أهل البيت (عليهم السلام) [ عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للشيخ الصدوق: ج2، ص70]، ولا يخفى أن هذا القرب المعنوي الذي حققه سلمان (رضي الله عنه) إنما كان الملاك فيه طاعته لله تعالى والاستجابة للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيما أراد منه والانتهاء عند نواهيه وقد قال الإمام الرضا (عليه السلام) للحسن الوشاء: وأنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل البيت (عليهم السلام) [معاني الأخبار للشيخ الصدوق: ص106]، والعمدة في ذلك كما ذكرنا سابقاً هو الطاعة لهم (عليهم السلام) والتشبه بأخلاقهم وسيرتهم وأن يصدق الإنسان عقيدته بفعله وسلوكه.
روى المفضل عن الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر إلى من اشتد ورعه وخاف خالقه ورجا ثوابه، وإذا رأيت هؤلاء فهؤلاء أصحابي. [الكافي للشيخ الكليني: ج2، ص236]، ومن أفضل عوامل القرب وأسباب التداني منهم (عليهم السلام) خصوصاً في زماننا هذا نشر أحاديثهم ومحاسن كلامهم (عليهم السلام) سواء بين الأصدقاء والأسرة أو مواقع التواصل الاجتماعي، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا. [وسائل الشيعة للحر العاملي: ج27، ص149]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

متفرقة : ٢٠٢١/٠٣/١٨ : ٢.١ K : ٠
: نورس وسام : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.