(١٠٣٣) كيف نتبع الإمام (عجّل الله فرجه) من دليل غيره؟
إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ادعى أنه نبي من عند الله فطالبه الناس بالدليل فأتى به حتى اتبعه الناس، ثم إن أئمتنا (عليهم السلام) ادعوا هذه المراتب وأثبتوا إمامتهم فأتبعهم الناس.
ولكن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لم يدع ولا مرة واحدة أنه إمام، بل إن غيره غير المعصوم ادعى ذلك، فكيف نتبعه من دليل غيره؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اثبات الإمامة لكل إمام لها عدة طرق، وأهمها أن ينص الإمام السابق على الإمام اللاحق، أو من خلال الإتيان بالعمل الخارق للعادة الذي يجري على أيديهم والتي تدل بالضرورة على إمامة كل واحد منهم، وهكذا جرت سنة أهل البيت (عليهم السلام) في بيان إمامتهم للناس والمجعولة لهم من قبل الله تعالى، وقد تظافرت وتواترت الأخبار في إمامة المهدي (عجّل الله فرجه) ابتداء من الأحاديث القدسية وانتهاء بتأكيده هو (عجّل الله فرجه)، ومع كثرة الأحاديث واستفاضتها نكتفي بذكر حديث واحد عن كل إمام من الأئمة المتقدمين على امامة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وتشخيصه بعينه.
1- النص الوارد عن الله (عزَّ وجل): ورد في حديث المعراج عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): ...ارفع رأسك. فرفعت رأسي وإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين، وعلي بن الحسين ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، و(محمد) بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري. قلت: يا ربِ ومن هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمة وهذا القائم الذي يحلل حلالي ويحرّم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٢٤۰، ب٢٣، ح٢]
2- النص من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله (عزَّ وجل) على يديه مشارق الأرض ومغاربها. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٢٦٧، ب٢٤، ح٣٥]
3- النص من أمير المؤمنين (عليه السلام): في حديث عن الأصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فوجدته متفكراً ينكت في الأرض، فقلت: يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكراً تنكت الأرض أرغبت فيها؟ قال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قط ولكن فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي، هو المهدي، يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، تكون له حيرة وغيبة، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٢٧٤، ب٢٦، ح١]
4- النص الوارد عن الإمام الحسن (عليه السلام): في حديث: أما علمتم أنه ما منا أحد إلّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلّا القائم الذي يصلّي روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه، فإن الله (عزَّ وجل) يخفي ولادته، ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٢٩٧، ب٢٩، ح٢]
5- النص الوارد عن الإمام الحسين (عليه السلام): منا اثنا عشر مهدياً أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم التاسع من ولدي، وهو الإمام القائم بالحق، يحيي الله به الأرض بعد موتها، ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٢٩٨، ب٣۰، ح٣]
6- النص الوارد عن الإمام الحسين (عليه السلام): ثم تمتد الغيبة بولي الله (عزَّ وجل) الثاني عشر من أوصياء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) والأئمة بعده. يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان، لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص320، ب31، ح٢]
7- النص الوارد عن الإمام الباقر (عليه السلام): عن أبي أيوب المخزومي قال: ذكر أبو جعفر محمد بن علي الباقر سير الخلفاء الاثنا عشر الراشدين (صلوات الله عليهم) فلما بلغ آخرهم قال: الثاني عشر الذي يصلي عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه عليك بسنته والقرآن الكريم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣١۰، ب٣٢، ح١٧]
8- النص الوارد عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي، وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم بالحق، بقية الله في الأرض، وصاحب الزمان، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٢١، ب٣٣، ح٢٣]
9- النص الوارد عن الإمام الكاظم (عليه السلام): إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم أحد عنها، يا بني: إنه لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله (عزَّ وجل) امتحن بها خلقه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٣٦، ب٣٤، ح١]
10- النص الوارد عن الإمام الرضا (عليه السلام): يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطول الله (عزَّ وجل) ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٤٧، ب٣٥، ح٦]
11- النص الوارد عن الإمام الجواد (عليه السلام): إن القائم منا هو المهدي الذي يجب ان ينتظر في غيبته، ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي، والذي بعث محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة وخصنا بالإمامة إنه لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٥١، ب٣٦، ح١]
12- النص الوارد عن الإمام الهادي (عليه السلام): إن الإمام بعدي الحسن ابني وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣83، ب٣7، ح10]
13- النص الوارد عن الإمام العسكري (عليه السلام): يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله (عزَّ وجل) وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سميّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكنيه، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٥٧، ب٣٨، ح١]
14- النص الوارد منه (عجّل الله فرجه): حدثني ظريف أبو نصر الخادم قال: دخلت عليه - يعني صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) - فقال لي: علي بالصندل الأحمر، فقال: فأتيته به، فقال (عجّل الله فرجه): أتعرفني؟ قلت: نعم. قال: من أنا؟ فقلت: أنت سيدي وابن سيدي. فقال: ليس عن هذا سألتك. فقال ظريف: فقلت: جعلني الله فداك فسّر لي. فقال: أنا خاتم الأوصياء، وبي يدفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص441، ب43، ح12]
وما روته عمته حكيمة فيما شاهدته عنه (عجّل الله فرجه): وإذا أنا بالصبي (عليه السلام) ساجداً لوجهه، جاثياً على ركبتيه، رافعاً سبّابتيه، وهو يقول: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنَّ جدّي محمّداً رسول الله، وأنَّ أبي أمير المؤمنين... . ثمّ عدَّ إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه. ثمّ قال: اللّهمّ أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبّت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص428، ب42، ح2]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: سلمان البغدادي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)