(١١٦٢) كيف نميز رايات الضلالة من رايات الهدى في عصر الغيبة الكبرى؟
كيف نميز رايات الضلالة من رايات الهدى في عصر الغيبة الكبرى؟
كما نرى ونشاهد في مجتمعاتنا كثيراً من الرايات والشخصيات معروفين بين المجتمع ويدرسون في الحوزات العلمية وبعد مدة نرى أنه قد انحرف.
فمن يتبعهم يكون على يقين أكيد بأنها هي الراية التي تهديه، لا يعقل أن يتبع راية أو شخص وهو يعرف أنها سوف تضله، أكيداً ليس كذلك.
فعند ظهور شخصية أو راية تمهد للظهور بشكل محاضرات أو ندوات أو آراء أو دروس أو غيرها، كيف نميز أنه على هدى أو ضلال؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك مقياس وقاعدة عامة بيَّنها أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه في تشخيص رايات الهدى عن غيرها، وهي التي وردت في قوله لحارث الهمداني: إن دين الله لا يُعرف بالرجال، بل بآية الحق، فاعرف الحق تعرف أهله. [الأمالي للشيخ المفيد: ص5]
ومن خلال هذه المقولة الشريفة يمكن أن نتعرف على طبيعة وصفة تلك الرايات من جهة الهداية أو الضلال بمقارنة دعواتها ومواقفها من معيارية الحق والهدى، والذي يُشكل الدائرة التي من دخل فيها فهو على حق ومن خرج عنها فهو على باطل، بغض النظر عن معروفية تلك الشخصيات، سواء على المستوى الاجتماعي أو الديني.
والحق إنما يُعرف بمصادره المقررة في الشريعة الإسلامية وهي القرآن الكريم والثابت من السنة النبوية التي جاءتنا عن طريق أهل البيت (عليهم السلام).
كما أن معرفة الحق واستنباطه من تلك المصادر إمّا من خلال امتلاك المكلَّف لمَلَكَة الاجتهاد التي تؤهله لذلك، وإمّا أن يكون مقلِّداً ومتَّبِعاً لرأي المرجع الذي يجب عليه تقليده بحسب الشروط التي دل عليها العقل والنقل.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: علي جواد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)