(١١٧٠) أيهما أصح باب الفيل أم باب الثعبان؟
عند تصفحي كتاب (موجز دائرة معارف الغيبة) الصادر عن المركز استوقفتني عبارة (باب الفيل)!!
وهذا النص الذي في الكتاب [باب الفيل: إحدى أبواب مسجد الكوفة، لقب بذلك لما ورد أن عليّاً (عليه السلام) كان على منبره يخطب الناس فدخل أفعى يشبه الفيل في ضخامته حتّى فزع الناس، فهدَّأ الإمام (عليه السلام) من روعهم وقال: (إن هذا أحد إخوانكم من الجن، جاء يسألني عما اعترى إخوانه من خلاف). والقصة ذكرها العاصمي الشافعي في كتابه زين الفتى في شرح سورة هل أتى ٢: ٦٥]
والغريب بالموضوع لو بحثتم في جميع المصادر الشيعية تجدون أن الباب اسمه (باب الثعبان)، ولا يوجد هكذا قصة، تذكر قصص غيرها كثيرة، بل بالعكس بني أمية سموه (باب الفيل) حتى ينسون الناس قصة الثعبان، فيا حبذا توضحون لنا ما الأمر، هل هو خطأ مطبعي في الكتاب أم شيء آخر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اختلفت الأقوال في سبب تسمية (باب الفيل) بهذا الاسم، ولكن الذي يظهر أن هذه التسمية سابقة على تسميته بـ(باب الثعبان)، فقد وردت عدة روايات عن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) قد أطلقوا تسمية (باب الفيل) على هذا الباب، منها ما روي عن الأصبغ بن نباتة، قال: كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يصلّي عند الأسطوانة السابعة من باب الفيل. [الأمالي للشيخ الطوسي: ص51]، وكذلك روي عن حارث الهمداني، قال: بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب الناس على المنبر يوم الجمعة، إذ أقبل أفعى من باب الفيل... [الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي: ص248]
ويظهر أن هذه التسمية هي الأشهر عند العرف يومذاك، حتى أنها وردت في روايات الإمام الصادق (عليه السلام) فيما رواه المفيد في إرشاده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يذهب ملك هؤلاء حتى يستعرضوا الناس بالكوفة في يوم الجمعة، لكأني أنظر إلى رؤوس تندر فيما بين باب الفيل وأصحاب الصابون. [الإرشاد للشيخ المفيد: ج2، ص376]، وكذا ما رواه عنه (عليه السلام): إن لولد فلان عند مسجدكم - يعني مسجد الكوفة - لوقعة في يوم عروبة، يقتل فيها أربعة آلاف من باب الفيل إلى أصحاب الصابون، فإياكم وهذا الطريق فاجتنبوه، وأحسنهم حالاً من أخذ في درب الأنصار. [الإرشاد للشيخ المفيد: ج2، ص377]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: عبد الله : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)