ارسل سؤالك المهدوي:
متفرقة

(١١٨٢) ما الفرق بين مصطلح (الإمام) ومصطلح (الحجة على الخلق)؟

ما هو الفرق بين مصطلح (الإمام) ومصطلح (الحجة على الخلق) بالنسبة إلى إمام زماننا (عجّل الله فرجه)؟


بسم الله الرحمن الرحيم
يُطلق كلا اللفظين على الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) باعتبار توفره على كلا المعنيين اللذين يشكلان دوره ووظيفته بالنسبة للناس، وكذلك مقامه ومنزلته بالنسبة إليه تعالى، فهو إمام على الناس بلحاظ وجوب الائتمام والاقتداء به من قبلهم، وهذا المعنى لا يتحصل إلّا بالتوجه والقصد إليه لغاية يكون هو السبيل إليها والغاية هي الله تعالى، ولذا لا يُطلق هذا الاسم عليه تعالى لأنه لا غاية يقصدها وراء ذاته المقدسة، وكذلك يحكي عن عظيم منزلته وقربه منه تعالى، ولذا ورد عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: إني جاعلك للناس إماماً. قال: فقال: لو علم الله أن اسماً أفضل منه لسمانا به. [تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج1، ص58]
وأمّا تسميته بالحجة (عجّل الله فرجه) باعتبار أن الله تعالى يحتج به على خلقه فيما له من صفات الكمال والاستقامة، ولذا ورد عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السّلام): يا بن أبي يعفور، إن الله تبارك وتعالى واحد متوحد بالوحدانية متفرد بأمره، فخلق خلقاً ففرّدهم لذلك الأمر فنحن هم، يا بن أبي يعفور فنحن حجج الله في عباده... [الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص193]
وهو من ألقابه الشائعة المذكورة في كثير من الأدعية والأخبار، وقد ذكره أكثر المحدثين، ومع أنه يشارك باقي الأئمة (عليهم السلام) بهذا اللقب، وكلهم حجة الله على الخلق، ولكن مع ذلك فهو مختص به، فكلما ذكر بدون قرينة ولا شاهد فيراد به هو (عجّل الله فرجه)، وقد روى الصدوق عن أبي هاشم الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن العسكري (عليه السلام) يقول: الخلف من بعدي الحسن ابني، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ قلت: ولِمَ جعلني الله فداك؟ فقال: لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه، قلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا الحجة من آل محمد (صلوات الله وسلامه عليه). [علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج1، ص245]
وقال بعضهم: [النجم الثاقب النوري الطبرسي: ج1، ص183] لقبه (حجة الله) بمعنى غلبة وتسلط الله على الخلائق، فإنهما سوف يكونان بواسطته عند ظهوره المقدس، ولذا ورد عن المفضل، قال: عن الإمام الصادق (عليه السلام): ... إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُظَفَّراً مُسْتَتِراً، فَإِذَا أَرَادَ الله (عَزَّ ذِكْرُه) إِظْهَارَ أَمْرِه نَكَتَ فِي قَلْبِه نُكْتَةً، فَظَهَرَ فَقَامَ بِأَمْرِ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى. [الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص343]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

متفرقة : ٢٠٢٢/٠٢/٠١ : ٣.٥ K : ٠
: دنيا : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.