(٤) ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة: ١٤٨)
(4)
﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة: 148)
1 - تفسير العيَّاشي: عَنْ عَبْدِ اَلأَعْلَى اَلحَلَبِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): «يَكُونُ لِصَاحِبِ هَذَا اَلأَمْرِ غَيْبَةٌ فِي بَعْضِ هَذِهِ اَلشِّعَابِ - ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةِ ذِي طُوًى-، حَتَّى إِذَا كَانَ قَبْلَ خُرُوجِهِ بِلَيْلَتَيْنِ اِنْتَهَى اَلمَوْلَى اَلَّذِي يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَلْقَى بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَيَقُولَ: كَمْ أَنْتُمْ هَاهُنَا؟ فَيَقُولُونَ: نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلاً، فَيَقُولُ: كَيْفَ أَنْتُمْ لَوْ قَدْ رَأَيْتُمْ صَاحِبَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَاَللهِ لَوْ يَأْوِي بِنَا اَلجِبَالُ لَآوَيْنَاهَا مَعَهُ، ثُمَّ يَأْتِيهِمْ مِنَ اَلقَابِلَةِ، فَيَقُولُ لهُمْ: أَشِيرُوا إِلَى ذَوِي أَسْنَانِكُمْ وَأَخْيَارِكُمْ عَشِيرَةً، فَيُشِيرُونَ لَهُ إِلَيْهِمْ فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ حَتَّى يَأْتُونَ صَاحِبَهُمْ، وَيَعِدُهُمْ إِلَى اَللَّيْلَةِ اَلَّتِي تَلِيهَا».
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: «وَاَللهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَقَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى اَلحَجَرِ، ثُمَّ يُنْشِدُ اَللهَ حَقِّهُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي اَللهِ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِاللهِ، وَمَنْ يُحَاجُّنِي فِي آدَمَ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِآدَمَ، يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي نُوحٍ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِنُوحٍ، يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي إِبْرَاهِيمَ فَأَنَا أَوْلَى بِإِبْرَاهِيمَ، يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي مُوسَى فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِمُوسَى، يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي عِيسَى فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِعِيسَى، يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي مُحَمَّدٍ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِمُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي كِتَابِ اَللهِ فَأَنَا أَوْلَى بِكِتَابِ اَللهِ، ثُمَّ يَنْتَهِي إِلَى اَلمَقَامِ فَيُصَلِّي [عِنْدَهُ] رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَنْشُدُ اَللهَ حَقَّهُ».
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): «هُوَ وَاَللهِ اَلمُضْطَرُّ فِي كِتَابِ اَللهِ، وَهُوَ قَوْلُ اَللهِ: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرضِ﴾ [النمل: 62]، وَجَبْرَئِيلُ عَلَى اَلمِيزَابِ فِي صُورَةِ طَايِرٍ أَبْيَضَ، فَيَكُونُ أَوَّلَ خَلْقِ اَللهِ يُبَايِعُهُ جَبْرَئِيلُ، وَيُبَايِعُهُ اَلثَّلَاثُمِائَةِ وَاَلبَضْعَةُ اَلعَشْرُ رَجُلاً». قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): «فَمَنِ اُبْتُلِيَ فِي اَلمَسِيرِ وَافَاهُ فِي تِلْكَ اَلسَّاعَةَ، وَمَنْ لَمْ يُبْتَلَ بِالمَسِيرِ فُقِدَ عَنْ فِرَاشِهِ»، ثُمَّ قَالَ: «هُوَ وَاَللهِ قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام): اَلمَفْقُودُونَ عَنْ فُرُشِهِمْ، وَهُوَ قَوْلُ اَللهِ: ﴿فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً﴾، أَصْحَابُ اَلقَائِمِ اَلثَّلاَثَمِائَةِ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً...»(1).
2 - تفسير العيَّاشي: عَنْ جَابِرٍ اَلجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) يَقُولُ: «... وَيَجِيءُ وَاَللهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً فِيهِمْ خَمْسُونَ اِمْرَأَةً يَجْتَمِعُونَ بِمَكَّةَ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ قَزَعاً كَقَزَعِ اَلخَرِيفِ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَهِيَ اَلآيَةُ اَلَّتِي قَالَ اَللهُ: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾...»(2).
3 - تفسير العيَّاشي: عَنْ أَبِي سُمَيْنَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأَبِي اَلحَسَنِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا اَلحَسَنِ (عليه السلام) عَنْ قَوْلِهِ: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً﴾، قَالَ: «وَذَلِكَ وَاَللهِ أَنْ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا يَجْمَعُ اَللهُ إِلَيْهِ شِيعَتَنَا مِنْ جَمِيعِ اَلبُلْدَانِ»(3).
4 - تفسير القمِّي: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ اَلكَابُلِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): «... فَيَكُونُ أَوَّلُ مَنْ يُبَايِعُهُ [أي المهدي (عجَّل الله فرجه)] جَبْرَئِيلَ ثُمَّ اَلثَّلَاثُمِائَةِ وَاَلثَّلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً، فَمَنْ كَانَ اُبْتُلِيَ بِالمَسِيرِ وَافَاهُ وَمَنْ لَمْ يُبْتَلَ بِالمَسِيرِ فُقِدَ عَنْ فِرَاشِهِ، وَهُوَ قَوْلُ أَمِيرِ اَلمُؤْمِنِينَ: هُمُ اَلمَفْقُودُونَ عَنْ فُرُشِهِمْ، وَذَلِكَ قَوْلُ اَللهِ: ﴿فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً﴾». قَالَ: «اَلخَيْرَاتُ اَلوَلَايَةُ...»(4).
5 - الغيبة للنعماني: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنِ اَلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ وَوُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام) فِي قَوْلِهِ: ﴿فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً﴾، قَالَ: «نَزَلَتْ فِي اَلقَائِمِ (عليه السلام) وَأَصْحَابِهِ، يَجْتَمِعُونَ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ»(5).
6 - الغيبة للنعماني: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ هَؤُلَاءِ اَلرِّجَالِ اَلأَرْبَعَةِ - أي محمّد بن المفضَّل، وسعدان بن إسحاق بن سعيد، وأحمد بن الحسين بن عبد المَلِك، ومحمّد بن أحمد بن الحسن -، عَنِ اِبْنِ مَحْبُوبٍ. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ اَلكُلَيْنِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى. قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً، عَنِ اَلحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اَلوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اَللهِ اَلمَوْصِلِيُّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَاشِرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ، عَنِ اَلحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي اَلمِقْدَامِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ اَلجُعْفِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ اَلبَاقِرُ (عليه السلام): «... فَيَجْمَعُ اَللهُ عَلَيْهِ [أي المهدي (عجَّل الله فرجه)] أَصْحَابَهُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً، وَيَجْمَعُهُمُ اَللهُ لَهُ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ قَزَعاً كَقَزَعِ اَلخَرِيفِ، وَهِيَ - يَا جَابِرُ - اَلآيَةُ اَلَّتِي ذَكَرَهَا اَللهُ فِي كِتَابِهِ: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ اَلرُّكْنِ وَاَلمَقَامِ، وَمَعَهُ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قَدْ تَوَارَثَتْهُ اَلأَبْنَاءُ عَنِ اَلآبَاءِ، وَاَلقَائِمُ - يَا جَابِرُ - رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ اَلحُسَيْنِ يُصْلِحُ اَللهُ لَهُ أَمْرَهُ فِي لَيْلَةٍ، فَمَا أَشْكَلَ عَلَى اَلنَّاسِ مِنْ ذَلِكَ - يَا جَابِرُ - فَلاَ يُشْكِلَنَّ عَلَيْهِمْ وِلَادَتُهُ مِنْ رَسُولِ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وَوِرَاثَتُهُ اَلعُلَمَاءُ عَالِماً بَعْدَ عَالِمٍ، فَإِنْ أَشْكَلَ هَذَا كُلُّهُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ اَلصَّوْتَ مِنَ اَلسَّمَاءِ لَا يُشْكِلُ عَلَيْهِمْ إِذَا نُودِيَ بِاسْمِهِ وَاِسْمِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ»(6).
7 - الغيبة للنعماني: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اَلوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اَللهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلخَطَّابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ ضُرَيْسٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ اَلكَابُلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلحُسَيْنِ - أَوْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ - (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ: «اَلفُقَدَاءُ قَوْمٌ يُفْقَدُونَ مِنْ فُرُشِهِمْ فَيُصْبِحُونَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ قَوْلُ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً﴾، وَهُمْ أَصْحَابُ اَلقَائِمِ (عليه السلام)»(7).
8 - كمال الدِّين: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلشَّيْبَانِيُّ (رضي الله عنه)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللهِ اَلكُوفِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ اَلآدَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اَلعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اَللهِ اَلحَسَنِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى (عليهم السلام): إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ اَلقَائِمَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ اَلَّذِي يَمْلَأُ اَلأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، فَقَالَ (عليه السلام): «يَا أَبَا اَلقَاسِمِ، مَا مِنَّا إِلَّا وَهُوَ قَائِمٌ بِأَمْرِ اَللهِ (عزَّ وجلَّ)، وَهَادٍ إِلَى دِينِ اَللهِ، وَلَكِنَّ اَلقَائِمَ اَلَّذِي يُطَهِّرُ اَللهُ (عزَّ وجلَّ) بِهِ اَلأَرْضَ مِنْ أَهْلِ اَلكُفْرِ وَاَلجُحُودِ، وَيَمْلَؤُهَا عَدْلاً وَقِسْطاً هُوَ اَلَّذِي تَخْفَى عَلَى اَلنَّاسِ وِلَادَتُهُ، وَيَغِيبُ عَنْهُمْ شَخْصُهُ، وَيَحْرُمُ عَلَيْهِمْ تَسْمِيَتُهُ، وَهُوَ سَمِيُّ رَسُولِ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وَكَنِيُّهُ، وَهُوَ اَلَّذِي تُطْوَى لَهُ اَلأَرْضُ، وَيَذِلُّ لَهُ كُلُّ صَعْبٍ، [وَ] يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِهِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً، مِنْ أَقَاصِي اَلأَرْضِ، وَذَلِكَ قَوْلُ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، فَإِذَا اِجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ اَلعِدَّةُ مِنْ أَهْلِ اَلإِخْلَاصِ أَظْهَرَ اَللهُ أَمْرَهُ، فَإِذَا كَمَلَ لَهُ اَلعَقْدُ وَهُوَ عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ خَرَجَ بِإِذْنِ اَللهِ (عزَّ وجلَّ)، فَلَا يَزَالُ يَقْتُلُ أَعْدَاءَ اَللهِ حَتَّى يَرْضَى اَللهُ (عزَّ وجلَّ)». قَالَ عَبْدُ اَلعَظِيمِ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي، وَكَيْفَ يَعْلَمُ أَنَّ اَللهَ (عزَّ وجلَّ) قَدْ رَضِيَ؟ قَالَ: «يُلْقِي فِي قَلْبِهِ اَلرَّحْمَةَ...»(8).
9 - كمال الدِّين: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ (رضي الله عنه)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلقَاسِمِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللهِ اَلكُوفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ اَلمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام): «لَقَدْ نَزَلَتْ هَذِهِ اَلآيَةُ فِي اَلمُفْتَقِدِينَ مِنْ أَصْحَابِ اَلقَائِمِ (عليه السلام)، قَوْلُهُ (عزَّ وجلَّ): ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً﴾، إِنَّهُمْ لَيُفْتَقَدُونَ عَنْ فُرُشِهِمْ لَيْلاً فَيُصْبِحُونَ بِمَكَّةَ، وَبَعْضُهُمْ يَسِيرُ فِي اَلسَّحَابِ يُعْرَفُ بِاسْمِهِ وَاِسْمِ أَبِيهِ وَحِلْيَتِهِ وَنَسَبِهِ»، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَيُّهُمْ أَعْظَمُ إِيمَاناً؟ قَالَ: «اَلَّذِي يَسِيرُ فِي اَلسَّحَابِ نَهَاراً»(9).
10 - الغيبة للطوسي: عَنِ اَلفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام) يَقُولُ: «كَانَ أَمِيرُ اَلمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَقُولُ: لَا يَزَالُ اَلنَّاسُ يَنْقُصُونَ حَتَّى لَا يُقَالَ: (اَللهُ)، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ اَلدِّينِ بِذَنَبِهِ، فَيَبْعَثُ اَللهُ قَوْماً مِنْ أَطْرَافِهَا، [وَ] يَجِيئُونَ قَزَعاً كَقَزَعِ اَلخَرِيفِ. وَاَللهِ إِنِّي لَأَعْرِفُهُمْ وَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَقَبَائِلَهُمْ وَاِسْمَ أَمِيرِهِمْ [وَمُنَاخَ رِكَابِهِمْ]، وَهُمْ قَوْمٌ يَحْمِلُهُمُ اَللهُ كَيْفَ شَاءَ مِنَ اَلقَبِيلَةِ اَلرَّجُلَ وَاَلرَّجُلَيْنِ - حَتَّى بَلَغَ تِسْعَةً -، فَيَتَوَافَوْنَ مِنَ اَلآفَاقِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ (رَجُلاً) عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ، وَهُوَ قَوْلُ اَللهِ: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ حَتَّى أَنَّ اَلرَّجُلَ لَيَحْتَبِي فَلَا يَحُلُّ حُبْوَتَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ اَللهُ ذَلِكَ»(10).
11 - الغيبة للطوسي: أَخْبَرَنَا اَلشَّرِيفُ أَبُو مُحَمَّدٍ اَلمُحَمَّدِيُّ (رحمه الله)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ تَمَّامٍ، عَنِ اَلحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلقِطَعِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ اَلبَزَّازِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ اَلكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اَللهِ بْنِ اَلعَبَّاسِ فِي قَوْلِ اَللهِ تَعَالَى: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَ رَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ [الذاريات: 22]، قَالَ: قِيَامُ اَلقَائِمِ (عليه السلام)، وَمِثْلُهُ ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً﴾ [البقرة: 148]، قَالَ: أَصْحَابُ اَلقَائِمِ (عليه السلام) يَجْمَعُهُمُ اَللهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ(11).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير العيَّاشي: ج2، ص56 - 57، ح49.
(2) تفسير العيَّاشي: ج1، ص65، ح117.
(3) تفسير العيَّاشي: ج1، ص66، ح117.
(4) تفسير القمِّي: ج2، ص204 - 205.
(5) الغيبة للنعماني: ص248، ب13، ح37.
(6) الغيبة للنعماني: ص288 - 291، ب14، ح67.
(7) الغيبة للنعماني: ص327، ب20، ح4.
(8) كمال الدِّين: ص377 - 378، ب36، ح2.
(9) كمال الدِّين: ص672، ب58، ح24.
(10) الغيبة للطوسي: ص477 - 478، ح503.
(11) الغيبة للطوسي: ص175 - 176، ح132.