المهدي في القرآن الكريم

(٧٥) ﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا... حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ﴾ (الأنبياء: ١٢ - ١٥)

(75)
﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا...﴾ إلى قوله: ﴿حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ﴾ (الأنبياء: 12 - 15)

1 - تفسير العيَّاشي: عَنْ عَبْدِ اَلأَعْلَى اَلحَلَبِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): «... ثُمَّ يُرْسِلُ [أي المهدي (عجَّل الله فرجه)] جَرِيدَةَ خَيْلٍ إِلَى اَلرُّومِ، فَيَسْتَحْضِرُونَ بَقِيَّةَ بَنِي أُمَيَّةَ، فَإِذَا اِنْتَهَوْا إِلَى اَلرُّومِ قَالُوا: أَخْرِجُوا إِلَيْنَا أَهْلَ مِلَّتِنَا عِنْدَكُمْ، فَيَأْبَوْنَ وَيَقُولُونَ: وَاَللهِ لَا نَفْعَلُ، فَيَقُولُ اَلجَرِيدَةُ: وَاَللهِ لَوْ أَمَرَنَا لَقَاتَلْنَاكُمْ، ثُمَّ يَنْطَلِقُونَ إِلَى صَاحِبِهِمْ فَيَعْرِضُونَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: اِنْطَلِقُوا فَأَخْرِجُوا إِلَيْهِمْ أَصْحَابَهُمْ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ أَتَوْا بِسُلْطَانٍ [عَظِيمٍ]، وَهُوَ قَوْلُ اَللهِ: ﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ﴾»، قَالَ: «يَعْنِي اَلكُنُوزَ اَلَّتِي كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ، ﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ﴾ [الأنبياء: 12 - 15]، لَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ...»(1).

2 - الكافي: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ بَدْرِ بْنِ اَلخَلِيلِ اَلأَسَدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) يَقُولُ فِي قَوْلِ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ﴾، قَالَ: «إِذَا قَامَ اَلقَائِمُ وَبَعَثَ إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ بِالشَّامِ [فَـ]هَرَبُوا إِلَى اَلرُّومِ، فَيَقُولُ لَهُمُ اَلرُّومُ: لَا نُدْخِلَنَّكُمْ حَتَّى تَتَنَصَّرُوا، فَيُعَلِّقُونَ فِي أَعْنَاقِهِمُ اَلصُّلْبَانَ فَيُدْخِلُونَهُمْ، فَإِذَا نَزَلَ بِحَضْرَتِهِمْ أَصْحَابُ اَلقَائِمِ طَلَبُوا اَلأَمَانَ وَاَلصُّلْحَ، فَيَقُولُ أَصْحَابُ اَلقَائِمِ: لَا نَفْعَلُ حَتَّى تَدْفَعُوا إِلَيْنَا مَنْ قِبَلَكُمْ مِنَّا»، قَالَ: «فَيَدْفَعُونَهُمْ إِلَيْهِمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ﴾»، قَالَ: «يَسْأَلُهُمُ اَلكُنُوزَ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهَا»، قَالَ: «فَيَقُولُونَ: ﴿يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ﴾ بِالسَّيْفِ»(2).

3 - تفسير القمِّي: «﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا﴾ يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ إِذَا أَحَسُّوا بِالقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، ﴿إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ﴾ يَعْنِي اَلكُنُوزَ اَلَّتِي كَنَزُوهَا»، قَالَ: «فَيَدْخُلُ بَنُو أُمَيَّةَ إِلَى اَلرُّومِ إِذَا طَلَبَهُمُ اَلقَائِمُ (عليه السلام)، ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ مِنَ اَلرُّومِ وَيُطَالِبُهُمْ بِالكُنُوزِ اَلَّتِي كَنَزُوهَا، فَيَقُولُوا كَمَا حَكَى اَللهُ: ﴿يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ﴾»، قَالَ: «بِالسَّيْفِ وَتَحْتَ ظِلَالِ اَلسُّيُوفِ»(3).

4 - تأويل الآيات: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلعَبَّاسِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللهِ بْنِ أَسَدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلثَّقَفِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَشَّارٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ اَلحَضْرَمِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) عَنْ قَوْلِ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ﴾، قَالَ: «ذَلِكَ عِنْدَ قِيَامِ اَلقَائِمِ (عجَّل الله فرجه)»(4).

5 - سرور أهل الإيمان: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ يَرْفَعُهُ إِلَى اَلأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ اَلمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَقُولُ لِلنَّاسِ: «... وَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ يَسْتَجِيبُ لِلْإِمَامِ، فَيَكُونُ أَوَّلَ اَلنَّصَارَى إِجَابَةً، فَيَهْدِمُ بِيعَتَهُ وَيَدُقُّ صَلِيبَهُ، وَيَخْرُجُ بِالمَوَالِي وَضُعَفَاءِ اَلنَّاسِ فَيَسِيرُونَ إِلَى اَلنُّخَيْلَةِ بِأَعْلَامِ هُدًى، فَيَكُونُ مُجْتَمَعُ اَلنَّاسِ جَمِيعاً فِي اَلأَرْضِ كُلِّهَا بِالفَارُوقِ، فَيُقْتَلُ يَوْمَئِذٍ مَا بَيْنَ اَلمَشْرِقِ وَاَلمَغْرِبِ ثَلَاثَةُ آلَافِ أَلْفٍ، يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، فَيَوْمَئِذٍ تَأْوِيلُ هَذِهِ اَلآيَةِ: ﴿فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ﴾ بِالسَّيْفِ...»(5).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تفسير العيَّاشي: ج2، ص56 - 61، ح49.
(2) الكافي: ج8، ص51 - 52، ح15.
(3) تفسير القمِّي: ج2، ص68.
(4) تأويل الآيات الظاهرة: ج1، ص326، ح6.
(5) سرور أهل الإيمان: ص50 - 55.

المهدي في القرآن الكريم : ٢٠٢٣/١٢/٠٤ : ٥٩٤ : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.