(٩١) ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ﴾ (النمل: ٦٢)
(91)
﴿أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ﴾ (النمل: 62)
1 - تفسير القمِّي: قَوْلُهُ: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرضِ﴾، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ اَلحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام)، قَالَ: «نَزَلَتْ فِي اَلقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (عليهم السلام)، هُوَ وَاَللهِ اَلمُضْطَرُّ إِذَا صَلَّى فِي اَلمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ وَدَعَا اَللهَ فَأَجَابَهُ، وَيَكْشِفُ اَلسُّوءَ، وَيَجْعَلُهُ خَلِيفَةً فِي اَلأَرْضِ»(1).
2 - تفسير القمِّي: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ اَلكَابُلِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): «...هُوَ [أي المهدي (عجَّل الله فرجه)] وَاَللهِ اَلمُضْطَرُّ فِي كِتَابِ اَللهِ فِي قَوْلِهِ: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرضِ﴾...»(2).
3 - الغيبة للنعماني: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ اَلتَّيْمُلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ. وَحَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ بُزُرْجَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عليهما السلام) أَنَّهُ قَالَ: «يَكُونُ لِصَاحِبِ هَذَا اَلأَمْرِ غَيْبَةٌ فِي بَعْضِ هَذِهِ اَلشِّعَابِ - وَأَوْمَى بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةِ ذِي طُوى- حَتَّى إِذَا كَانَ قَبْلَ خُرُوجِهِ أَتَى اَلمَوْلَى اَلَّذِي كَانَ مَعَهُ حَتَّى يَلْقَى بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَيَقُولُ: كَمْ أَنْتُمْ هَاهُنَا؟ فَيَقُولُونَ: نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلاً، فَيَقُولُ: كَيْفَ أَنْتُمْ لَوْ رَأَيْتُمْ صَاحِبَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَاَللهِ لَوْ نَاوَى بِنَا اَلجِبَالُ لَنَاوَيْنَاهَا مَعَهُ، ثُمَّ يَأْتِيهِمْ مِنَ اَلقَابِلَةِ وَيَقُولُ: أَشِيرُوا إِلَى رُؤَسَائِكُمْ أَوْ خِيَارِكُمْ عَشَرَةً، فَيُشِيرُونَ لَهُ إِلَيْهِمْ، فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ حَتَّى يَلْقَوْا صَاحِبَهُمْ، وَيَعِدُهُمُ اَللَّيْلَةَ اَلَّتِي تَلِيهَا». ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): «وَاَللهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَقَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى اَلحَجَرِ فَيَنْشُدُ اَللهَ حَقَّهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي اَللهِ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِاللهِ، أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي آدَمَ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِآدَمَ، أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي نُوحٍ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِنُوحٍ، أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي إِبْرَاهِيمَ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ، أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي مُوسَى فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِمُوسَى، أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي عِيسَى فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِعِيسَى، أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي مُحَمَّدٍ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِمُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي كِتَابِ اَللهِ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِكِتَابِ اَللهِ، ثُمَّ يَنْتَهِي إِلَى اَلمَقَامِ فَيُصَلِّي عِنْدَهُ رَكْعَتَيْنِ وَيَنْشُدُ اَللهَ حَقَّهُ». ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): «وَهُوَ وَاَللهِ اَلمُضْطَرُّ اَلَّذِي يَقُولُ اَللهُ فِيهِ: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرضِ﴾، فِيهِ نَزَلَتْ وَلَهُ»(3).
4 - تأويل الآيات: مُحَمَّدُ بْنُ اَلعَبَّاسِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ اَلحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ، عَنْ [اِبْنِ] عَبْدِ اَلحَمِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) فِي قَوْلِ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾، قَالَ: «هَذِهِ نَزَلَتْ فِي اَلقَائِمِ (عليه السلام) إِذَا خَرَجَ تَعَمَّمَ وَصَلَّى عِنْدَ اَلمَقَامِ وَتَضَرَّعَ إِلَى رَبِّهِ، فَلَا تُرَدُّ لَهُ رَايَةٌ أَبَداً»(4).
5 - إثبات الهداة: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ فِي كِتَابِ عِلَلِ اَلأَشْيَاءِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرضِ﴾: قَالَ اَلصَّادِقُ (عليه السلام): «هُوَ وَاَللهِ اَلقَائِمُ إِذَا قَامَ فِي اَلكَعْبَةِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَدَعَا اَللهَ، فَهَذَا مِمَّا لَمْ يَكُنْ بَعْدُ وَسَيَكُونُ إِنْ شَاءَ اَللهُ»(5).
6 - تفسير العيَّاشي: عَنْ عَبْدِ اَلأَعْلَى اَلحَلَبِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): «يَكُونُ لِصَاحِبِ هَذَا اَلأَمْرِ غَيْبَةٌ فِي بَعْضِ هَذِهِ اَلشِّعَابِ - ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةِ ذِي طُوى-، حَتَّى إِذَا كَانَ قَبْلَ خُرُوجِهِ بِلَيْلَتَيْنِ اِنْتَهَى اَلمَوْلَى اَلَّذِي يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَلْقَى بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَيَقُولَ: كَمْ أَنْتُمْ هَاهُنَا؟ فَيَقُولُونَ: نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلاً، فَيَقُولُ: كَيْفَ أَنْتُمْ لَوْ قَدْ رَأَيْتُمْ صَاحِبَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَاَللهِ لَوْ يَأْوِي بِنَا اَلجِبَالُ لَآوَيْنَاهَا مَعَهُ، ثُمَّ يَأْتيهِمْ مِنَ اَلقَابِلَةِ فَيَقُولُ لَهُمْ: أَشِيرُوا إِلَى ذَوِي أَسْنَانِكُمْ وَأَخْيَارِكُمْ عَشِيرَةً، فَيُشِيرُونَ لَهُ إِلَيْهِمْ فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ حَتَّى يَأْتُونَ صَاحِبَهُمْ، وَيَعِدُهُمْ إِلَى اَللَّيْلَةِ اَلَّتِي تَلِيهَا».
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: «وَاَللهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَقَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى اَلحَجَرِ، ثُمَّ يُنْشِدُ اَللهَ حَقِّهُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي اَللهِ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِاللهِ، وَمَنْ يُحَاجُّنِي فِي آدَمَ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِآدَمَ، يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي نُوحٍ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِنُوحٍ، يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي إِبْرَاهِيمَ فَأَنَا أَوْلَى بِإِبْرَاهِيمَ، يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي مُوسَى فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِمُوسَى، يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي عِيسَى فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِعِيسَى، يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي مُحَمَّدٍ فَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِمُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي كِتَابِ اَللهِ فَأَنَا أَوْلَى بِكِتَابِ اَللهِ، ثُمَّ يَنْتَهِي إِلَى اَلمَقَامِ فَيُصَلِّي [عِنْدَهُ] رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَنْشُدُ اَللهَ حَقَّهُ».
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): «هُوَ وَاَللهِ اَلمُضْطَرُّ فِي كِتَابِ اَللهِ، وَهُوَ قَوْلُ اَللهِ: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرضِ﴾، وَجَبْرَئِيلُ عَلَى اَلمِيزَابِ فِي صُورَةِ طَايِرٍ أَبْيَضَ، فَيَكُونُ أَوَّلَ خَلْقِ اَللهِ يُبَايِعُهُ جَبْرَئِيلُ، وَيُبَايِعُهُ اَلثَّلَاثُمِائَةِ وَاَلبَضْعَةُ اَلعَشْرُ رَجُلاً». قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): «فَمَنِ اُبْتُلِيَ فِي اَلمَسِيرِ وَافَاهُ فِي تِلْكَ اَلسَّاعَةَ، وَمَنْ لَمْ يُبْتَلَ بِالمَسِيرِ فُقِدَ عَنْ فِرَاشِهِ»، ثُمَّ قَالَ: «هُوَ وَاَللهِ قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام): اَلمَفْقُودُونَ عَنْ فُرُشِهِمْ، وَهُوَ قَوْلُ اَللهِ: ﴿فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً﴾ [البقرة: 148]، أَصْحَابُ اَلقَائِمِ اَلثَّلاَثَمِائَةِ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً...»(6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير القمِّي: ج2، ص129.
(2) تفسير القمِّي: ج2، ص204 - 205.
(3) الغيبة للنعماني: ص187 - 188، ب10، فصل4، ح30.
(4) تأويل الآيات الظاهرة: ج1، ص403، ح6.
(5) إثبات الهداة: ج5، ص204، ح729.
(6) تفسير العيَّاشي: ج2، ص56 - 57، ح49.