(١٠٨) ﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾ (غافر: ١١)
(108)
﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾ (غافر: 11)
1 - تفسير القمِّي: قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: ﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ...﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿مِنْ سَبِيلٍ﴾: قَالَ اَلصَّادِقُ (عليه السلام): «ذَلِكَ فِي اَلرَّجْعَةِ»(1).
2 - رسائل المرتضى: روى النعماني في كتاب (التسلِّي والتقوى) عن الصادق (عليه السلام) حديثاً طويلاً يقول في آخره: «وَإِذَا اِحْتُضِرَ اَلكَافِرُ حَضَرَهُ رَسُولُ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وَعَلِيٌّ (عليه السلام) وَجَبْرَئِيلُ وَمَلَكُ اَلمَوْتِ، فَيَدْنُو إِلَيْهِ عَلِيٌّ (عليه السلام) فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اَللهِ، إِنَّ هَذَا كَانَ يُبْغِضُنَا أَهْلَ اَلبَيْتِ فَأَبْغِضْهُ، فَيَقُولُ رَسُولُ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): يَا جَبْرَئِيلُ، إِنَّ هَذَا كَانَ يُبْغِضُ اَللهَ وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ فَأَبْغِضْهُ، فَيَقُولُ جَبْرَئِيلُ لِمَلَكِ اَلمَوْتِ: إِنَّ هَذَا كَانَ يُبْغِضُ اَللهَ وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ فَأَبْغِضْهُ وَأَعْنِفْ بِهِ، فَيَدْنُو مِنْهُ مَلَكُ اَلمَوْتِ فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اَللهِ، أَخَذْتَ فَكَاكَ رَقَبَتِكَ؟ أَخَذْتَ أَمَانَ بَرَاءَتِكَ؟ تَمَسَّكْتَ بِالعِصْمَةِ اَلكُبْرَى فِي دَارِ اَلحَيَاةِ اَلدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ: وَمَا هِيَ؟ فَيَقُولُ: وَلَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُهَا وَلَا أَعْتَقِدُ بِهَا، فَيَقُولُ لَهُ جَبْرَئِيلُ: يَا عَدُوَّ اَللهِ، وَمَا كُنْتَ تَعْتَقِدُ؟ فَيَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ لَهُ جَبْرَئِيلُ: أَبْشِرْ يَا عَدُوَّ اَللهِ بِسَخَطِ اَللهِ وَعَذَابِهِ فِي اَلنَّارِ، أَمَّا مَا كُنْتَ تَرْجُو فَقَدْ فَاتَكَ، وَأَمَّا اَلَّذِي كُنْتَ تَخَافُ فَقَدْ نَزَلَ بِكَ، ثُمَّ يَسُلُّ نَفْسَهُ سَلًّا عَنِيفاً، ثُمَّ يُوَكِّلُ بِرُوحِهِ مِائَةَ شَيْطَانٍ كُلُّهُمْ يَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَيَتَأَذَّى بِرِيحِهِ، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اَلنَّارِ يَدْخُلُ إِلَيْهِ مِنْ فَوْحِ رِيحِهَا وَلَهَبِهَا، ثُمَّ إِنَّهُ يُؤْتَى بِرُوحِهِ إِلَى جِبَالِ بَرَهُوتَ، ثُمَّ إِنَّهُ يَصِيرُ فِي اَلمُرَكَّبَاتِ حَتَّى إِنَّهُ يَصِيرُ فِي دُودَةٍ بَعْدَ أَنْ يَجْرِيَ فِي كُلِّ سِنْخٍ مَسْخُوطٍ عَلَيْهِ، حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ اَلبَيْتِ، فَيَبْعَثُهُ اَللهُ لِيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾، وَاَللهِ لَقَدْ أُتِيَ بِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ بَعْدَ مَا قُتِلَ، وَإِنَّهُ لَفِي صُورَةِ قِرْدٍ فِي عُنُقِهِ سِلْسِلَةٌ، فَجَعَلَ يَعْرِفُ أَهْلَ اَلدَّارِ وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَهُ، وَاَللهِ لَا يَذْهَبُ اَلدُّنْيَا حَتَّى يُمْسَخَ عَدُوُّنَا مَسْخاً ظَاهِراً حَتَّى إِنَّ اَلرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيُمْسَخُ فِي حَيَاتِهِ قِرْداً أَوْ خِنْزِيراً، وَمِنْ وَرَائِهِمْ عَذَابٌ غَلِيظٌ، وَمِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً»(2).
3 - مختصر بصائر الدرجات: مِنْ كِتَابِ (اَلمَشِيخَةِ) لِلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ (رحمه الله) بِإِسْنَادِيَ اَلمُتَّصِلِ إِلَيْهِ أَوَّلاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) فِي قَوْلِ اَللهِ: ﴿رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾، قَالَ: «هُوَ خَاصٌّ لِأَقْوَامٍ فِي اَلرَّجْعَةِ بَعْدَ اَلمَوْتِ، وَيَجْرِي فِي اَلقِيَامَةِ، فَبُعْداً لِلْقَوْمِ اَلظَّالِمِينَ»(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير القمِّي: ج2، ص256.
(2) رسائل المرتضى: ج1، ص350 - 351.
(3) مختصر بصائر الدرجات: ص194 - 195.