(١٣٢) ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾ (القمر: ١ - ٢)
(132)
﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾ (القمر: 1-2)
1 - تفسير القمِّي: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾، قَالَ: «قَرُبَتِ اَلقِيَامَةُ، فَلَا يَكُونُ بَعْدَ رَسُولِ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) إِلَّا اَلقِيَامَةُ، وَقَدِ اِنقَضَتِ اَلنُّبُوَّةُ وَاَلرِّسَالَةُ، قَوْلُهُ: ﴿وَانْشَقَّ القَمَرُ﴾ فَإِنَّ قُرَيْشاً سَأَلَتْ رَسُولَ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَدَعَا اَللهَ فَانْشَقَّ اَلقَمَرُ بِنِصْفَيْنِ حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهِ ثُمَّ اِلْتَأَمَ، فَقَالُوا: هَذَا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ، أَيْ صَحِيحٌ». وَرُوِيَ أَيْضاً فِي قَوْلِهِ: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾، قَالَ: «خُرُوجُ اَلقَائِمِ (عليه السلام)»(1).
2 - الهداية الكبرى: الحُسَيْن بْن حَمْدَانَ اَلخَصِيبِيِّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللهِ اَلحَسَنِيَّانِ، عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ مُحَمَّدِ بْن نُصَيْرٍ، عَنْ اِبْن اَلفُرَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن اَلمُفَضَّل، قَالَ: سَأَلْتُ سَيِّدِيَ أَبَا عَبْدِ اَللهِ اَلصَّادِقَ (عليه السلام): [هَلْ لِلْمَأْمُورِ اَلمُنْتَظَر اَلمَهْدِيِّ (عليه السلام) مِنْ وَقْتٍ مُوَقَّتٍ يَعْلَمُهُ النَّاسُ؟]، قَالَ: «حَاشَ للهِ أَنْ يُوَقِّتَ لَهُ وَقْتٌ أَوْ تُوَقِّتُ شِيعَتُنَا»، قُلْتُ: يَا مَوْلَايَ، وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ هُوَ اَلسَّاعَةُ الَّتِي قَالَ اَللهُ تَعَالَى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ [الأعراف: 187]، وَقَوْلُهُ: ﴿قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف:187]، وَقَولُهُ: ﴿عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ [لقمان: 34]، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ دُونَهُ، وَقَولُهُ: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ﴾ [الأعراف: 187]، وَقَولُهُ: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ﴾، وَقَولُهُ: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً﴾ [الأحزاب: 63]، ﴿يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ﴾ [الأعراف: 187]»، قُلْتُ: يَا مَولَايَ، مَا مَعْنَى ﴿يُمَارُونَ﴾؟ قَالَ: «يَقُولُونَ: مَتَى وُلِدَ؟ وَمَنْ رَآهُ؟ وَأَيْنَ هُوَ؟ وَأَيْنَ يَكُونُ؟ وَمَتَى يَظْهَرُ؟ كُلُّ ذَلِكَ اسْتِعْجَالاً لِأَمْر اللهِ وَشَكًّا فِي قَضَائِهِ وقُدْرَتِهِ، أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَاَلآخِرَةِ، وَإِنَّ لِلْكَافِرَ لَشَرَّ مَآبٍ»(2).
3 - كمال الدِّين: حَدَّثَنَا أَبُو اَلحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللهِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليهم السلام)، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي (رضي الله عنه)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلطُّوَالُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ اَلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلطَّبَرِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ اَلحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ يَقُولُ: ... فَقَالَ لِي: «يَا بْنَ مَهْزِيَارَ، كَيْفَ خَلَّفْتَ إِخْوَانَكَ فِي اَلعِرَاقِ؟»، قُلْتُ: فِي ضَنْكِ عَيْشٍ وَهَنَاةٍ، قَدْ تَوَاتَرَتْ عَلَيْهِمْ سُيُوفُ بَنِي اَلشَّيْصبَانِ، فَقَالَ: «﴿قَاتَلَهُمُ اَللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [التوبة: 30]، كَأَنِّي بِالقَوْمِ قَدْ قُتِلُوا فِي دِيَارِهِمْ وَأَخَذَهُمْ أَمْرُ رَبِّهِمْ لَيْلاً وَنَهَاراً»، فَقُلْتُ: مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ، يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللهِ؟ قَالَ: «إِذَا حِيلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ سَبِيلِ اَلكَعْبَةِ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ وَاَللهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُمْ برَاءٌ، وَظَهَرَتِ اَلحُمْرَةُ فِي اَلسَّمَاءِ ثَلَاثاً فِيهَا أَعْمِدَةٌ كَأَعْمِدَةِ اَللُّجَيْنِ تَتَلَأْلَأُ نُوراً، وَيَخْرُجُ اَلسَّرُوسِيُّ مِنْ أَرْمِينِيَّةَ وَآذَرْبِيجَانَ يُرِيدُ وَرَاءَ اَلرَّيِّ اَلجَبَلَ اَلأَسْوَدَ اَلمُتَلاَحِمَ بِالجَبَلِ اَلأَحْمَرِ لَزِيقَ جَبَلِ طَالَقَانَ، فَيَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اَلمَرْوَزِيِّ وَقْعَةٌ صَيْلَمَانِيَّةٌ، يَشِيبُ فِيهَا اَلصَّغِيرُ، وَيَهْرَمُ مِنْهَا اَلكَبِيرُ، وَيَظْهَرُ اَلقَتْلُ بَيْنَهُمَا، فَعِنْدَهَا تَوَقَّعُوا خُرُوجَهُ إِلَى اَلزَّوْرَاءِ، فَلَا يَلْبَثُ بِهَا حَتَّى يُوَافِيَ بَاهَاتَ، ثُمَّ يُوَافِيَ وَاسِطَ اَلعِرَاقِ، فَيُقِيمُ بِهَا سَنَةً أَوْ دُونَهَا، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى كُوفَانَ فَيَكُونُ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ مِنَ اَلنَّجَفِ إِلَى اَلحِيرَةِ إِلَى اَلغَرِيِّ وَقْعَةٌ شَدِيدَةٌ تَذْهَلُ مِنْهَا اَلعُقُولُ، فَعِنْدَهَا يَكُونُ بَوَارُ اَلفِئَتَيْنِ، وَعَلَى اَللهِ حَصَادُ اَلبَاقِينَ»، ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴿أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ﴾» [يونس: 24]، فَقُلْتُ: سَيِّدِي يَا بْنَ رَسُولِ اَللهِ، مَا اَلأَمْرُ؟ قَالَ: «نَحْنُ أَمْرُ اَللهِ وَجُنُودُهُ»، قُلْتُ: سَيِّدِي يَا بْنَ رَسُولِ اَللهِ، حَانَ اَلوَقْتُ؟ قَالَ: «﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ﴾»(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير القمِّي: ج2، ص340.
(2) الهداية الكبرى: ص392 - 393.
(3) كمال الدِّين: ص465 - 470، ب43، ح23.