(١٦٣) ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾ (الشمس: ١ - ٤)
(163)
﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾ (الشمس: 1-4)
1 - تفسير القمِّي: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ سُلَيْمَانَ اَلدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام)، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾، قَالَ: «اَلشَّمْسُ رَسُولُ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، أَوْضَحَ اَللهُ بِهِ لِلنَّاسِ دِينَهُمْ»، قُلْتُ: ﴿وَالقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾؟ قَالَ: «ذَلِكَ أَمِيرُ اَلمُؤْمِنِينَ (عليه السلام)»، قُلْتُ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾؟ قَالَ: «ذَلِكَ أَئِمَّةُ اَلجَوْرِ اَلَّذِينَ اِسْتَبَدُّوا لِلْأَمْرِ دُونَ آلِ رَسُولِ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، وَجَلَسُوا مَجْلِساً كَانَ آلُ رَسُولِ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أَوْلَى بِهِ مِنْهُمْ، فَغَشُّوا دِينَ رَسُولِ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) بِالظُّلْمِ وَاَلجَوْرِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾»، قَالَ: «يَغْشَى ظُلْمُهُمْ ضَوْءَ اَلنَّهَارِ»، قُلْتُ: ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾؟ قَالَ: «ذَلِكَ اَلإِمَامُ مِنْ ذُرِّيَّةِ فَاطِمَةَ (عليها السلام)، يُسْأَلُ عَنْ دِينِ رَسُولِ اَللهِ فَيُجَلِّي لِمَنْ يَسْأَلُهُ، فَحَكَى اَللهُ قَوْلَهُ: ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾»(1).
2 - تفسير فرات الكوفي: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ اَلزُّهْرِيُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام)، قَالَ: «قَالَ اَلحَارِثُ [بْنُ عَبْدِ اَللهِ] اَلأَعْوَرُ لِلْحُسَيْنِ (عليه السلام): يَا بْنَ رَسُولِ اَللهِ، جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اَللهِ فِي كِتَابِهِ: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾، قَالَ: وَيْحَكَ يَا حَارِثُ، ذَلِكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَوْلُهُ: ﴿وَالقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾؟ قَالَ: ذَلِكَ أَمِيرُ اَلمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) يَتْلُو مُحَمَّداً (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، قَالَ: قُلْتُ: ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾؟ قَالَ: ذَلِكَ اَلقَائِمُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) يَمْلَأُ اَلأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً»(2).
3 - تفسير فرات الكوفي: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ طَلْحَةَ اَلخُرَاسَانِيُّ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ(عليهما السلام) فِي قَوْلِ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾: «يَعْنِي رَسُولَ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، ﴿وَالقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ يَعْنِي أَمِيرَ اَلمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام)، ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾ يَعْنِي اَلأَئِمَّةَ أَهْلَ اَلبَيْتِ يَمْلِكُونَ اَلأَرْضَ فِي آخِرِ اَلزَّمَانِ فَيَمْلَؤُونَهَا عَدْلاً وَقِسْطاً، اَلمُعِينُ لَهُمْ كَمُعِينِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ، وَاَلمُعِينُ عَلَيْهِمْ كَمُعِينِ فِرْعَوْنَ عَلَى مُوسَى»(3).
4 - تأويل الآيات: عِنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنِ اَلحَلَبِيِّ. وَرَوَاهُ أَيْضاً عَلِيُّ بْنُ اَلحَكَمِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ اَلفَضْلِ بْنِ اَلعَبَّاسِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ: «﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ اَلشَّمْسُ أَمِيرُ اَلمُؤْمِنِينَ، ﴿وَضُحَاهَا﴾ قِيَامُ اَلقَائِمِ (عليه السلام)، لِأَنَّ اَللهَ سُبْحَانَهُ قَالَ: ﴿وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى﴾ [طه: 59]. ﴿وَالقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ اَلحَسَنُ وَاَلحُسَيْنُ (عليهما السلام)، ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾ هُوَ قِيَامُ اَلقَائِمِ (عليه السلام)، ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾ حبتر وَدَوْلَتُهُ قَدْ غَشَا عَلَيْهِ اَلحَقُّ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾»، قَالَ: «هُوَ مُحَمَّدٌ (عَلَيْهِ وَآلِهِ اَلسَّلَامُ)، هُوَ اَلسَّمَاءُ اَلَّذِي يَسْمُو إِلَيْهِ اَلخَلْقُ فِي اَلعِلْمِ، وَقَوْلُهُ: ﴿وَالأَرضِ وَمَا طَحَاهَا﴾»، قَالَ: «اَلأَرْضُ اَلشِّيعَةُ، ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾»، قَالَ: «هُوَ اَلمُؤْمِنُ اَلمَسْتُورُ، وَهُوَ عَلَى اَلحَقِّ، وَقَوْلُهُ: ﴿فَأَلهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾»، قَالَ: «عَرَّفَهُ اَلحَقَّ مِنَ اَلبَاطِلِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾. ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾»، قَالَ: «قَدْ أَفْلَحَتْ نَفْسٌ زَكَّاهَا اَللهُ، ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ اَللهُ، وَقَوْلُهُ: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾»، قَالَ: «ثَمُودُ رَهْطٌ مِنَ اَلشِّيعَةِ، فَإِنَّ اَللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الهُونِ﴾ [فُصِّلت: 17]، وَهُوَ اَلسَّيْفُ إِذَا قَامَ اَلقَائِمُ (عليه السلام)، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ﴾ هُوَ اَلنَّبِيُّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، ﴿نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا﴾»، قَالَ: «اَلنَّاقَةُ اَلإِمَامُ اَلَّذِي فَهِمَ عَنِ اَللهِ وَفَهِمَ عَنْ رَسُولِهِ، ﴿وَسُقْيَاهَا﴾ أَيْ عِنْدَهُ مُسْتَقَى اَلعِلْمِ، ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾»، قَالَ: «فِي اَلرَّجْعَةِ، ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: 13 - 15]»، قَالَ: «لَا يَخَافُ مِنْ مِثْلِهَا إِذَا رَجَعَ»(4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير القمِّي: ج2، ص424.
(2) تفسير فرات الكوفي: ص563، ح721/3.
(3) تفسير فرات الكوفي: ص563، ح722/6.
(4) تأويل الآيات الظاهرة: ج2، ص803 - 804، ح1.