(٣٤٥) كَيْفَ أنْتُم إذَا اسْتَيْأسْتُمْ مِنَ المَهْدِيِّ، فَيَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ قَرْنِ الشَّمْسِ...
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال:
«كَيْفَ أنْتُم إذَا اسْتَيْأسْتُمْ مِنَ المَهْدِيِّ، فَيَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ قَرْنِ الشَّمْسِ، يَفْرَحُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالأرْضِ، فَقِيلَ: يا رَسُولَ الله، وَأَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ؟ قالَ: إِذا غَاب عَنْهُمُ المَهْديُّ وأيِسُوا مِنْهُ».
مفردات الحديث:
مثل قرن الشمس: أي في وضوحه وقوته ومجيئه بعد دليل.
مصادر الحديث:
* دلائل الإمامة: ص250 (ص468 ح455) - وعنه (أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى)، عن أبي علي النهاوندي قال: حدثنا محمد بن أحمد القاشاني قال: حدثنا أبو سليم محمد بن سليمان البغدادي، عن أبي عثمان، عن هشام، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
* مختصر بصائر الدرجات: ص90 ح57 - أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن يوسف [سيف] بن عميرة، عن أبي داود، عن بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وفيه: «كيف أنت إذا استيأست أمتي... فيأتيها مثل... يستبشر... فقلت... يا رسول الله، بعد الموت؟ فقال: والله إن بعد الموت هدىً وإيماناً ونوراً، قلت: يا رسول الله، أيّ العمرين أطول؟ قال: الآخر بالضعف».
* الرجعة: ص39 – 40 ح8 – كما في رواية مختصر بصائر الدرجات.
* الإيقاظ من الهجعة: ص282 ب9 ح101 - كما في مختصر بصائر الدرجات، عن الحسن بن سليمان في رسالته في الكرات ظاهرا، وفي سنده «سيف»، بدل «يوسف بن عميرة»، وفيه: «إذا سألت أمتي عن المهدي». وقال: «يحتمل أن يراد بالموت موت الناس يعني: أيخرج المهدي بعدما مات أكثر الناس».
* إثبات الهداة: ج3 ص574 ب32 ف48 ح715 - أوله، كما في دلائل الإمامة، عن مناقب فاطمة وولدها، وفيه: «... فيطلع عليكم صاحبكم».
* البحار: ج53 ص65 ب29 ح56 - عن مختصر بصائر الدرجات، وقال: «قوله (صلى الله عليه وآله): إنّ بعد الموت: أي بعد موت سائر الخلق لا المهدي».
ملاحظة:
«قد يفهم من رواية مختصر البصائر أن سؤال بريدة عن ظهور المهدي (عليه السلام) بعد موته، ولذا فسر المجلسي قوله (صلى الله عليه وآله) إن بعد الموت.. بأنه بعد موت الخلق لا المهدي (عليه السلام). ولكن الظاهر أن سؤال بريدة عن رجعة بعض الناس وحياتهم بعد الموت في زمن المهدي (عليه السلام) أو بعده، ويؤيد ذلك أن الحسن بن سليمان أورد الحديث في رسالته في الكرات ظاهرا، كما نقل عنه صاحب الايقاظ.
وقد يفهم من تنقيح المقال ج3 ص264 أن معنى الموت في الحديث الشريف موت المهدي (عليه السلام) بعد ظهوره وفتحه العالم ثم رجعته إلى الدنيا ثانية، ولكنه بعيد، ومثله تفسيره بأنه يقصد بالموت غيبة المهدي (عليه السلام) سميت به مجازا. هذا ولا يبعد أن يكون سقط من الحديث أو من قرائنه ما يدل على معنى الموت الذي سأل عنه بريدة».