(١٢٣) أَيْنَ تَذْهَبُ بِكُمُ الْمَذَاهِبُ وَتَتِيهُ بِكُمُ الغَيَاهِبُ،...
عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال:
(أَيْنَ تَذْهَبُ بِكُمُ الْمَذَاهِبُ وَتَتِيهُ بِكُمُ الغَيَاهِبُ، وَتَخْدَعُكُمُ الكَوَاذِبُ؟ وَمِنْ أَيْنَ تُؤْتَوْنَ، وأَنَّى تُؤْفَكُونَ؟ فَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، وَلِكُلِّ غَيْبَةٍ إِيَابٌ، فَاسْتَمِعُوا مِنْ رَبَّانِيِّكُمْ وَأَحضِرُوهُ قُلُوبَكُمْ، وَاستَيقِظُوا إِنْ هَتَفَ بِكُمْ، وَلْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ، وَلْيَجْمَعْ شَمْلَهُ، وَلْيُحضِرْ ذِهْنَهُ، فَلَقَدْ فَلَقَ لكُمُ الأمرَ فَلْقَ الخَرَزَةِ، وَقَرَفَهُ قَرْفَ الصَّمغَةِ، فعندَ ذلكَ أَخَذَ الباطِلُ مَآخِذَهُ، وَرَكِبَ الْجَهْلُ مَرَاكِبَهُ، وَعَظُمَتِ الطَّاغِيَةُ، وَقَلَّتِ الدَّاعِيَةُ، وَصَالَ الدَّهْرُ صِيَالَ السَّبُعِ العَقُورِ، وَهَدَرَ فَنِيقُ البَاطِلِ بَعْدَ كُظُومٍ، وَتَوَاخَى النَّاسُ عَلَى الفُجُورِ، وَتَهَاجَرُوا عَلَى الدِّينِ، وَتَحَابَّوا عَلَى الكَذِبِ، وَتَبَاغَضُوا عَلَى الصِّدْقِ. فَإذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ الوَلَدُ غَيْظاً، وَالْمَطَرُ قَيظاً، وَتَفِيضُ اللِّئَامُ فَيْضاً، وَتَغِيضُ الكِرَامُ غَيْضاً، وَكَانَ أَهلُ ذَلِكَ الزَّمانِ ذِئَاباً، وَسَلاطِينُهُ سِبَاعاً، وَأَوْسَاطُهُ أُكَّالاً، وَفُقَرَاؤُهُ أَمْواتاً، وَغَارَ الصِّدْقُ، وَفَاضَ الكَذبُ، وَاْسْتُعْمِلَتِ الْمَوَدَّةُ بِاللَّسَانِ، وَتَشَاجَرَ النَّاسُ بِالقُلُوبِ، وَصَارَ الفُسُوقُ نَسَباً، وَالعَفَافُ عَجَباً، وَلُبِسَ الإسلام لُبْسَ الفَرْوِ مَقْلُوباً).
مصادر الحديث:
* شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني: ج ص 41- عن نهج البلاغة.