(٣٥٦) لا وَاللهِ مَا رَغِبْتُ فِيهَا ولا فِي الدُّنْيَا يَوْماً قَطُّ، وَلكِنِّي فَكَّرْتُ فِي مَوْلُودٍ يَكُونُ مِنْ ظَهْرِي...
عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال:
«لا وَاللهِ مَا رَغِبْتُ فِيهَا ولا فِي الدُّنْيَا يَوْماً قَطُّ، وَلكِنِّي فَكَّرْتُ فِي مَوْلُودٍ يَكُونُ مِنْ ظَهْرِي، الْحَادِي عَشَرَ مِنْ وُلْدِي، هُوَ الْمَهْدِيُّ الَّذِي يملؤ الأرضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، تَكُونُ لَهُ غَيْبَةٌ وَحَيْرَةٌ يَضِلُّ فِيهَا أَقْوَامٌ، وَيَهْتَدِي فِيهَا آخَرُونَ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ، وَكَمْ تَكُونُ الْحَيْرَةُ وَالْغَيْبَةُ؟ قال: سِتَّةٌ أَيَّامٍ أَوْ سِتَّةُ أَشْهُرٍ أَوْ سِتُّ سِنينَ. فقلتُ: وإنّ هذا لكائنٌ؟ فقال: نعم، كما أنهُ مَخْلوقٌ، وأنّى لك بهذا الأمر، يَا أَصْبَغُ، أُولَئِكَ خِيَارُ هذِهِ الأمَّةِ مَعَ أَبْرَارِ هذِهِ العِتْرَةِ. فَقُلْتُ: ثُمَّ مَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ؟ فَقال: ثُمَّ يَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ، فَإِنَّ لَهُ بَدَاءَاتٍ وَإِرَادَاتٍ وَغَايَاتٍ وَنِهَايَاتٍ».
مصادر الحديث:
* الكافي: ج1 ص338 ح7 - علي بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني منذر بن محمد بن قابوس، عن منصور بن السندي، عن أبي داود المسترق، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة، عن الأصبغ بن نباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجدته متفكّراً يَنْكُتُ فِي الأرضِ، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما لي أراك متفكّراً تنكت في الأرض أرغبة منك فيها؟ فقال:
* الهداية الكبرى: ص362 – عنه قدس الله روحه، عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن مهران الكرخي، عن هامان بن الابلي، عن جعفر بن محمد ابن يحيى الرهاوي، عن سعيد بن المسيب، عن الأصبغ: كما في الكافي بتفاوت، وفيه: «... من يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي وهو المهدي... ثم ماذا؟ قال: يفعل الله ما يشاء، من الرجعة البيضاء، والكرة الزهراء، وإحضار الأنفس الشح، والقصاص، والأخذ بالحق، والمجازاة بكل ما سلف، ثم يغفر الله لمن يشاء».